اعتبر الباحث الأميركي المعروف آنتوني كوردسمان تصريحات رئيس الأركان الإيراني حسن فيروز آبادي التي ألمح فيها إلى أن بلاده قد تغلق مضيق هرمز إذا ما تعرضت لهجوم أو منعت من تصدير نفطها هي "عودة إلى الوراء تجر على طهران دائما خسارة خالصة".
وقال كوردسمان في تصريحات خاصة " لا أرى فيما قاله الجنرال فيروز أبادي أي فائدة للإيرانيين أو لغيرهم خاصة أنه يعرف أن إيران لن تتمكن من إغلاق مضيق هرمز لأكثر من ساعات قليلة وأن القيام بمخاطرة من هذا النوع ستجر على طهران خسارة خالصة. بل إنني بصراحة أعتقد أن تلك التصريحات ذاتها وما يشبهها لا تفيد حتى الإيرانيين أنفسهم".
وأضاف "من الوجهة العسكرية بوسع إيران إغراق ناقلة نفطية مثلا وتحريك عدد من قواربها السريعة لإغلاق المضيق. ولكن تكلفة ذلك ستكون باهظة للغاية بالنسبة للإيرانيين. فضلا عن هذا فإن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وحلفاءهما يستطيعون تطهير المضيق وإعادة فتحه في ظرف فترة زمنية وجيزة. وإن كان الهدف هو التأثير على إمدادات الأسواق النفطية فإن الإيرانيين يعلمون أن لدى الدول الرئيسة المستهلكة للنفط احتياطيا استراتيجيا يكفيها لما يزيد على العام إن استدعت الظروف".
وقال كوردسمان " أنا لا أقول إنه لن يكون بوسع إيران إغلاق المضيق. ولكنني أقول إنها لو أغلقته فإن ذلك لن يتجاوز الساعات وسيعني بدء هجوم عام على كل محطات الصواريخ الإيرانية المضادة للقطع البحرية والغواصات الإيرانية وذلك لحرمان الإيرانيين من أي قدرة على بث ألغام بحرية في مسار ناقلات النفط. فضلا عن ذلك فإن أي اعتداء إيراني على المضيق يشكل خرقا صريحا للقانون الدولي وهو أمر لابد أن يجلب إجماعا دوليا على دفع إيران الثمن".
وقال كوردسمان إنه فهم تصريحات الجنرال بصورة مختلفة وأوضح ذلك بقوله "في تقديري فإنهم يدركون جيدا أنهم يواجهون وضعا بالغ الصعوبة. كما أنهم يدركون أن العقوبات ستتواصل وستتسع".
وأضاف "وحين يرى الإيرانيون أسعار النفط تنخفض على الرغم من خروج حصة كبيرة من نفطهم من الأسواق فإنهم يطلقون بعض التصريحات من هذا النوع على أمل رفع سعر النفط في السوق الفورية. وفي كل الأحوال فإن وضع الإمدادات في الأسواق مطمئن بصفة عامة كما أن تلك التصريحات الإيرانية لن ترفع الأسعار كما تأمل طهران. وإن ارتفعت الأسعار فإن ذلك سيكون لفترة وجيزة للغاية".