أقر الوسيط المشترك لسورية كوفي عنان أن مساعي التوصل إلى تسوية سياسية في سورية منيت بالفشل حتى الآن، مضيفا أنه يجب توجيه مزيد من الاهتمام لدور إيران. وقال في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية إن مهمة بعثة المراقبين "فشلت". وأضاف أن الدور الروسي كحليف لسورية يمدها بالأسلحة هو مفتاح الحل، لكن إيران أيضا "لاعب، ويجب أن تكون جزءا من الحل"، وفق التقرير. وأضاف "لقد بذلت جهود كبيرة لمحاولة حل هذا الوضع سلميا وسياسيا. ومن الواضح أننا لم ننجح. وربما ليس هناك ما يضمن أن ننجح. ولكن هل درسنا البدائل؟ هل لدينا خيارات أخرى على الطاولة؟

وفى المقابل حثت المعارضة السورية الأمم المتحدة على دعم بعثة المراقبين الدوليين بزيادة عددهم وتسليحهم. وقال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون من باريس "يتعين زيادة عدد المراقبين لا تقليصه. يتعين تسليحهم لحمايتهم وليصبحوا قوة رادعة في هذا الوقت الحرج من الأزمة السورية". وكان غليون يعلق على تقرير من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون أمام مجلس الأمن الدولي دعا فيه إلى تقليص حجم بعثة المراقبين غير المسلحين في سورية. كما أوصى بان بإعادة نشر البعثة مع "عدد أقل من المراقبين العسكريين" في العاصمة دمشق. وأضاف أن البعثة الأصغر حجما يتعين أن تركز بدلا من ذلك على دعم الحوار السياسي بدلا من مراقبة وقف هش لإطلاق النار.

ومن جهتها وجهت دول "البنيلوكس" الثلاث بلجيكا وهولندا ولكسمبورج نداء عاجلا مشتركا لكل من روسيا والصين حتى تقبلا بعملية انتقالية في سورية. وأوضح بيان للدول الثلاث صدر في بروكسل أمس أن على الصين وروسيا اجتياز المرحلة المقبلة، ودعم إقرار مجلس الأمن الدولي لتوصية حول سورية تحت البند السابع و"اعتماد خريطة طريق تضمن عملية انتقالية سياسية في سورية وتجعلها ملزمة". ورحبت دول البنيلوكس بتسجيل حالات انشقاق مهمة من داخل أجهزة النظام السوري، ودعت إلى دعم ذلك وتمكين المنشقين من المساهمة في رسم إعادة بناء سورية.

إلى ذلك رفضت الصين انتقادات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بشأن أسلوب تعامل بكين مع الأزمة السورية، ووصفتها بأنها "غير مقبولة تماما". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين في بيان أمس، إن الصين ساهمت بجهد كبير من أجل إحلال السلام في سورية. وقال "فيما يتعلق بالمشكلة السورية، حاز موقف الصين العادل والبناء وإسهامها في الجهود الدبلوماسية، تفهما وتأييدا واسعا من الأطراف المعنية في المجتمع الدولي". وأوضح ويمين "أن كل الكلمات والأفعال التي تشوه الصين وتستهدف بذر بذور الشقاق بين الصين والدول الأخرى سوف تبوء بالفشل".