بينما يتخوف سكان حيي المبعوث وباعقيل في المدينة المنورة من انهيار البنايات الحدودية للحرم، وذلك بعد أن تعدت عليها شركات البناء وكسارات الصخور بسحب الرمال أسفل منها نفت الهيئة العامة للسياحة والآثار مسؤوليتها عنها.
وأكد المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار بمنطقة المدينة المنورة الدكتور يوسف المزيني لـ"الوطن" أن الهيئة العامة للسياحة والآثار ليس لها علاقة بمباني العلامات الحدودية لحرم المدينة، مشيرا إلى أن أمانة منطقة المدينة المنورة الجهة المعنية بها.
وعلى الرغم من تواصل "الوطن" مع الناطق الإعلامي لأمانة المدينة علي العلوي، عبر بريد الأمانة الرسمي وفقا لطلبه، للاستيضاح عن موقف الأمانة إلا أنه لم يصل رد مع وعوده لأكثر من مرة خلال 15 يوما.
ورصدت "الوطن" خلال جولة لها في حيي المبعوث وباعقيل بالمدينة المنورة يوم أمس أعمال حفر وجرف للتربة حول تلك العلامات لما يزيد على المتر ونصف المتر وتحولها إلى مبان آيلة للسقوط مما جعلها تشكل خطرا على السكان.
وأوضح المواطن إبراهيم الجابري في حديث لـ"الوطن" أن العلامات الحدودية لحرم المدينة والمنازل القديمة في حي المبعوث أضحت في وضعية خطيرة بعد قيام شركات المقاولات والبناء وبعض عمال "الكسارات" بسحب الرمال أسفل منها.
وأبدى خشيته وسكان الحي من انهيارها في أي لحظة، لافتا إلى أن الشركات جرفت الرمال من سفوح الجبال والأراضي الفضاء وتركت المبانى والمجسمات الحدودية للحرم آيلة للسقوط.
وأكد أنهم يحسون بعدم الأمان على أرواحهم وممتلكاتهم، مطالبا المسؤولين بالتدخل الفوري تجنبا لوقوع حوادث بشرية، إذا ما استمرت الشركات في عملها.
وقال على الرغم من ترك تلك الشركات لعلامات الأرض الفضاء لتحديد مساحتها إلا أنها تعدت على العلامات الحدودية والمجسمات البنائية التي وضعتها أمانة المنطقة لتحديد حرم المدينة.
وأكد أهمية تلك العلامات للسكان والقادمين من خارج المدينة، خاصة أنها تتعلق – بحسب قوله - بأحكام شرعية مثل الحل والحرم في قتل الصيد وقطع الشجار ونحوه.
وأشار عدد من سكان حي باعقيل إلى أنهم رفعوا شكواهم للمسؤولين عما تقوم به شركات البناء في التسابق بسحب الرمال من سفوح الجبال داخل المدينة، لافتين إلى أنهم لم يجدوا تجاوبا منهم. وبينوا أن الأتربة والغبار الناتجة عن أعمال جرف التربة اليومي تؤثر على صحتهم وجعلتهم هدفا مباشرا لأضرار السيول المنحدرة من الجبال، كون التربة كانت تمثل حائط صد لمياه الأمطار وتنظم سيرها للمجرى المعد لتصريفها.
وأبدوا استغرابهم من صمت الأمانة تجاه هذه المخالفات البيئية والصحية والدينية والاجتماعية، مؤكدين أنهم تقدموا لها بشكاوى عدة، مطالبين إياها بإعادة تأهيل العلامات الحدودية وإزلة المباني المهجورة وإعادة التربة التي تنظم تصريف مياه الأمطار.