في السنوات القليلة الماضية كانت مشكلة النقص في عدد رحلات الخطوط السعودية الداخلية موسمية، ويمكن ملاحظة ذلك في العطلات الرسمية، وإجازات الصيف، أما في هذه الأيام فأصبحت المشكلة مستمرة طول العام، وأصبح العجز في عدد المقاعد والرحلات واضحا، وبشكل مزعج، ومن الصعوبة أن تجد مقعدا على هذه الرحلات إن لم يكن هناك حجز مسبق وبفترة زمنية طويلة قد تصل إلى أشهر، ومن يحصل له ظرف طارئ فعليه أن يبحث عن مقعد في النقل الجماعي، أو من خلال السيارات الخاصة، أو ما يعرف بـ "الكدادة"، إذا كان الشخص لا يملك سيارة خاصة للسفر بها.
والملحوظات على الخطوط السعودية وخدماتها عديدة، ومتنوعة، وكُتب عنها الكثير من المقالات في مختلف الصحف، وأصبحت حديث المجالس، ويمكن تلخيص هذه الملحوظات بشكل سريع كما يلي :
العدد غير الكافي من الرحلات بين مدن المملكة، وسوء تعامل عدد لا بأس به من العاملين في محطات السعودية الأرضية والجوية، وعدم الالتزام بالمواعيد المحددة للرحلات والتأخير غير المبرر على كثير من الرحلات وعدم الاعتذار عن ذلك للمسافرين، وقلة عدد مراكز الحجز وبيع التذاكر وقلة ساعات العمل في بعض هذه المكاتب، وعدم فاعلية الحجز الآلي، والزمن الطويل اللازم للحصول على استجابة من موظفي الحجز وردهم الذي يغلب عليه أن الرحلة مغلقة وليس عليها انتظار أو إمكانية، وغيرها من الملحوظات الأخرى.
وبعد ما كُتب عن الخطوط السعودية لم يكن هناك تعديل، أو تبديل لحال ناقلنا الرسمي، وهنا ينطبق المثل الذي يقول "الضرب في الميت حرام". ولن يكن هناك تغيير، أو تطوير في القريب العاجل.
وفي ضوء الوضع الحالي للخطوط لسعودية نحن بحاجة إلى قرار من صانعي القرار في هذا البلد الغالي، يتضمن فتح المجال لرجال الأعمال ممن لديهم القدرة على الاستثمار في هذا المجال، وتأسيس شركة طيران، بحيث تكون رديفا للخطوط السعودية، وليس بديلا لها بين مدن المملكة، أو تعزيز فرص نجاح الشركات التجارية الحالية حتى لا تتخلى عن النقل بين بعض مدن المملكة؛ لأن هذه الشركات تريد أن تربح حتى تستمر في تقديم الخدمة، ولذلك لم تستمر خدماتها لفترة طويلة، وكانت بديلا للخطوط السعودية. وفي الأصل كان يتوقع أن تكون منافسا ورديفا لا بديلا للخطوط السعودية، وإذا تعذر نجاح هذه الشركات في تقديم هذه الخدمة والاستثمار في مجال السفر – وأنا على يقين بأن هناك الكثير لديه الرغبة في الاستثمار في مجال النقل الجوي - فقد يكون من المناسب فتح المجال أمام بعض شركات الطيران الأخرى لتقديم الخدمات الجوية بين مدن المملكة وفق ضوابط وشروط معينة، وتكون رديفا لا بديلا للخطوط السعودية.
ولقد شاخت الخطوط السعودية وشملت مرحلة الشيخوخة أسطولها الجوي الذي بدأ التناقص في عدده ولم يتم تعويضه، أو الحصول على أعداد إضافية لمواجهة الطلب المتزايد على السفر جوا. كذلك شملت مرحلة الشيخوخة موظفي الخطوط السعودية العاملين في المناصب الإدارية. ولا بد من تجديد الدماء بعناصر جديدة، ومتحمسة للعمل في هذا المجال. وعلى الخطوط السعودية أن تعمل على إيجاد خطة استراتيجية طويلة المدى، نظرا للإقبال الشديد على السفر جوا، وكثرة حركة السكان، هذا بالإضافة إلى زيادة عدد السكان في كل عام عن الذي يسبقه، كما أن المملكة بلد كبير، وهو شبه قارة، وبه مدن كثيرة، وعندما يكون هناك منافسة من شركات طيران أخرى، فقد يعمل ذلك على تحسين الخدمات التي تقدمها الخطوط السعودية .
وفي الختام أقدم اقتراحا لموظفي الخطوط السعودية بعدم توظيف العبارة التالية على الرحلات الداخلية " شكرا لاختياركم الخطوط السعودية " فلا يوجد هنا مجال للاختيار، وليس أمامنا إلا الخطوط السعودية.