العرف والفطرة أن الفتاة حينما تتعرض للخطر أو الأذى تلوذ بحضن والدها.. فإن كانت يتيمة تلوذ بحضن جدها.. فإن عدمته، تلوذ بعمها أو خالها..

أستغرب كثيراً حينما أقرأ أن فتاة تعرضت للعنف تلجأ لجمعية حقوق الإنسان.. أسأل نفسي: أليس لها عم.. أليس لها خال.. أليس لها بني عم.. أليس لها أقارب؟! - هذا مؤشر خطير على تدهور العلاقات والروابط العائلية.. نحن في النهاية لسنا في استوكهولم أو لندن أو واشنطن؟!

تستفزني كثيراً حكايات العنف الذي يمارس ضد المرأة.. ما كدنا نستوعب حكاية الطفلة التي ذهبت ضحية للعنف الأسبوع الماضي.. حتى استيقظنا قبل ثلاثة أيام على صوت "معنّفة جديدة" وملخص حكايتها - نقلاً عن "الوطن" - أن فتاة تبلغ من العمر 20 عاما، قامت أسرتها بممارسة العنف ضدها مما اضطرها إلى الهرب من المنزل متوجهة إلى مركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعندما شاهدت المركز مقفلا "لجأت إلى البيت المجاور للمركز شارحة للأسرة المستضيفة أمرها ودواعي دخولها عليهم".. لم نتمكن من فهم أبعاد القضية حتى ارتفع صوت " فتاة خميس مشيط" ولا نعلم من أي الجهات سيأتينا الصوت القادم!

لن أسأل ما الذي بقي لدى الأب من حنان وحب وعطف حينما تلوذ عنه فلذة كبده بالهرب.. مهما كانت جريمتها.. يحزنني جداً أن الكثير من المعنفات اليوم لا يجدن الحماية سوى من مؤسسات الحكومة والمجتمع..

نحن بحاجة فعلية لحملة ترميم للعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع..

"العم" - إلا من رحم ربي - لم يعد يحمل من العمومة سوى اسمها.. و"الخال" هو الآخر لم يعد ذا وجود في حياة كثير من الأسر اليوم!

المرأة لا تلجأ للهيئة، أو جمعيات حقوق الإنسان، لو وجدت رجالاً يعرفون قيمتها، ويحمونها.. " قال وش حدّك على المر.. قال اللي أمرّ منه"..