كشف مسؤول فلسطيني لـ"الوطن" أن حالة من التعب الشديد والإرهاق مترافقة بعدم القدرة على تناول أي نوع من الطعام أصابت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فجأة قبل نقله إلى مستشفى بيرسي العسكري حيث فارق الحياة. وقال المسؤول الذي رافقه طوال فترة الحصار في مقر المقاطعة في رام الله "فجأة ودون أي مقدمات بدأ عرفات يشعر بحالة مستمرة من التعب والإرهاق رغم أنه كان في السابق شعلة من النشاط من الصباح وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي. أما في الفترة الأخيرة فكان دائم الشعور بالتعب والإرهاق مع عدم قدرته نهائياً على الأكل أو الشرب وهو ما كان من الصعب جدا تفسيره". وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "هذه الحالة بدأت قبل أسبوعين أو ثلاثة من نقله إلى باريس وبدأ جسمه يضعف شيئاً فشيئاً نظراً لعدم قدرته على تناول أي طعام. حتى في الحالات التي كان يتمكن من أكل شيء ولو قليلا كان يتقيأه فوراً. وأكدت هذه العوارض أن جسده تعرض للتسمم ويبدو أن عرفات أدرك ذلك أيضاً إذ كان يردد في بعض الأحيان "لقد تمكنوا مني".

وعن الطريقة التي قد يكون قد سمم بها قال "الرئيس الراحل كان مولعا وبشدة بحب الشوكولاتة وكان يقبلها من أي شخص بمن فيهم الزوار، كما كان يقبل أي نوع من الدواء يقدم له أي شخص على أنه دواء جديد مثلاً للرشح أو الأنفلونزا، وربما يكون السم قد دس فيها".

إلى ذلك نعت حركة فتح أحد مؤسسيها وعضو اللجنة المركزية السابق هاني الحسن (أبو طارق) الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض في العاصمة الأردنية عمان. وكان الحسن يوصف بأنه رجل المهمات الصعبة في الحركة وأميناً لأهم أسرارها وفعالاً في رسم استراتيجياتها، كما نسج علاقات واسعة مع كثير من الرؤساء والملوك والزعماء العرب والأجانب، وكان مفاوضاً بارعاً ومتمرساً في إقناع محاوريه، حتى خصومه وصفوه بـ "المفاوض الصعب". وقال القيادي بالحركة محمود العالول "برحيل الحسن تكون الثورة الفلسطينية قد خسرت مناضلاً وفارساً قدم حياته من أجل الوطن ورفعته. ونواسي شعبنا وجميع مناضلي أمتنا العربية وأحرار العالم في وفاته، ولنا أسوة في التراث الحضاري والثوري الكبير الذي خلفه لنا ليكون نبراسا تهتدي به أجيالنا المناضلة الصاعدة".

ولد الحسن عام 1938 في قرية أجزم المجاورة لحيفا، وينحدر من عائلة فلسطينية متوسطة تمتعت بولاية دينية عريقة في المدينة، وهو شقيق المرحوم خالد الذي كان عضواً باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكان والده عضواً في المجموعات الفدائية التي شكلها الشيخ عز الدين القسام، ثم أصبح خطيباً لمسجد الاستقلال. كما عمل الحسن مستشاراً سياسياً واستراتيجياً للرئيس عرفات، ومفوضاً لدائرة العلاقات الخارجية في الحركة منذ تأسيسها وحتى عام 2003.