يتوجه اليوم أكثر من مليونين و700 ألف ناخب ليبي إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات تشهدها البلاد عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع معمر القذافي العام الماضي. وأكملت الجهات الأمنية استعداداتها لتأمين العملية الانتخابية، وسط مخاوف من حدوث أعمال عنف وشغب، لاسيما في المناطق الشرقية بسبب الخلاف حول نسب تمثيل الأقاليم في المجلس. وقال نائب وزير الداخلية عمر الخضراوي أمام حشد في طرابلس "في هذا اليوم يسعى الليبيون لنيل حقوقهم الديموقراطية. ونحن نرى حماسة وسعادة بالانتقال من فترة الثورة إلى عصر بناء الدولة". كما أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش رفع درجة الاستعداد إلى الدرجة الكاملة اعتباراً من اليوم وحتى يوم الاثنين المقبل لتأمين انتخابات المؤتمر الوطني في جميع الدوائر. وقال المتحدث الرسمي باسمها العقيد علي الشيخي "ندعو الله بهذه المناسبة أن تتم العملية الانتخابية بكل نجاح لتحقيق رغبات الشعب الليبي".

من جهته حذر رئيس لجنة الشؤون السياسية والعلاقات الدولية بالمجلس الوطني الانتقالي فتحي البجعة من أن أي تعطيل للانتخابات أو تأجيلها مرة أخرى "هو محاولة لجر البلاد لحرب أهلية". وقال في تصريحات صحفية "المسلحون منتشرون في أكثر من منطقة بالبلاد واليوم ينتهي رسمياً عمل المجلس الانتقالي بشكلٍ كامل وتبقى فقط مسألة تسليمه مهام السلطة للمؤتمر الوطني عقب انتخابه". وأضاف "إذا لم تتم العملية الانتخابية كما هو مقرر، لن تكون هناك سلطة مركزية دستورية بالبلاد، وبالتالي سيكون البديل هو الحرب الأهلية. كل من يحمل السلاح قد يهاجم غيره لحسم الصراع على السلطة لمصلحته".

ويتنافس في هذه الانتخابات 3702 مرشح للفوز بـ120 مقعداً عن طريق الانتخاب المباشر، و80 مقعداً للقوائم الحزبية لتكوين المؤتمر الوطني الذي سيحل محل المجلس الانتقالي الذي تأسس لإدارة شؤون ليبيا عقب الثورة العام الماضي. وستكون أولى مهام المجلس هي وضع دستور جديد للبلاد، إضافة إلى تشكيل الحكومة.