من الفقرات التي تنشرها بعض المجلات فقرة شهيرة بعنوان "صدّق أو لا تصدق".. يتم خلال تلك الزاوية تقديم عدد من المعلومات الحقيقية.. لكن، لكون هذه المعلومات أقرب للخيال، ومدعاة لتشكيك القارئ، يتم وضعها تحت عنوان "صدّق أو لا تصدّق".. والأجمل أن القائمين على تلك الزاوية لديهم نفس الحس الصحفي.. تجدهم يلتقطون غرائب الأخبار والأحداث والمعلومات ويقدمونها للقارئ!

من الأخبار الغريبة التي وجدتها في موقع وزارة الشؤون البلدية والقروية خبر يقول إن الوزارة وقّعت مشروع ترسية تطوير شبكة الحاسب الآلي بإدارات أمانة المنطقة الشرقية مع إحدى الشركات الوطنية بمبلغ وقدره (898.081.000) ثمانمائة وثمانية وتسعون مليونا وواحد وثمانون ألف ريال - يعني من الآخر: مليار إلا حاجة بسيطة!

هذا الخبر مثال واضح للأخبار التي تحتويها زوايا "صدّق أو لا تصدق.." خبر حقيقي يتصدر موقع الوزارة.. لكنه يدخل إلى سجل الغريب والعجيب.. قرابة المليار سيتم صرفها على" شوية كومبيوترات وشبكة داخلية"! سؤالي: كيف توافق وزارة المالية على مثل هذا العقد، بينما تقف حجر عثرة في طريق مشاريع أهم وأكثر نفعاً للناس.. كيف يتم تمرير مثل هذا العقد بهذا المبلغ الخرافي والضخم جدا، بينما كان بإمكان الوزارة صرفه في مشاريع أكثر أهمية.. كيف تم إقناع وزارة المالية بتمرير هذا العقد الغريب؟ والسؤال المحرج: كم هي المشاريع التي رفضتها وزارة المالية أو خفضت من قيمتها؟! واللوم لا ينسحب على وزارة المالية وحدها، بل على وزارة الشؤون البلدية، كيف توافق على عقد بهذا الحجم والنوع، بينما هناك أولويات في العديد من قرى ومحافظات بلادنا؟

الخلاصة: هذا عبث بالمال العام.. هذا هدر مالي لا يجوز السكوت عليه.. يجب إيقاف المشروع.. يجب سحب الاعتماد، وتوجيهه لمشاريع أهم وأنفع للوطن والمواطن.. نحن في سفينة واحدة ولا يجب أن نترك أمانة الشرقية لتخرقها فتغرق، ونغرق معها.. إن سكتنا عن هذا المليار ستطير وراءه مليارات أخرى.