عرضت الثقافة السعودية يوم الاثنين/ ليلة الثلاثاء الماضية 12 /11 /2012م حلقة من برنامج (أديب وسيرة) كان نجمها الأديب الطبيب/ "عصام خوقير"، أحد مشاعل الرواية والمسرح الأولى في المملكة.
ورغم تخلص الحلقة من مذيعٍ يتحدث أكثر من الضيوف، إلا أنها حفلت بهفوات قاتلة: فلا تعريف بالضيف يراعي فوارق التوقيت بين جيله وجيل "حبيبي يشجع برشلونة"، ولا تدخل احترافياً لتنشيط ذاكرة رجل في الثمانين، بذل جهداً كبيراً في تذكر اسم أستاذه / "أحمد السباعي"، ونسي تماماً العمل التلفزيوني الوحيد الذي تم إعداده عن مسرحيةٍ لعصام نفسه! وانتهت الحلقة ولم يستطع تذكره ولم يكلف معد البرنامج نفسه تدارك ذلك النقص الفادح!
من كان يصدق أن ينسى "عصام خوقير" مسرحيته (السعد وعد)؟ التي نقلها للتلفزيون ـ بالعنوان ذاته ـ الكاتب والممثل الإذاعي/ "عبدالرحمن المقرن" ـ وهو من القلة القليلة التي تخرجت في المعهد العالي للفنون بالقاهرة ـ وقام ببطولته النجم الكبير/ "محمد الطويان" بدور (حظيظ)، و"بكر الشدي" و"صالح الزاير"، صاحب مونولوج: (تلاتة من حارة حبكشي/ اتنين عميان والتالت مابيشوفشي)، إن سلمنا من خيانة الذاكرة!
أما هموم جيله الثقافية فلا تحتاج إلى تذكير إذ ما زالت من حفرة إلى "دحديرة"؛ حيث كان لديهم دور عرض سينما، وإذاعة محترمة، وتلفزيون لا تشغله ملاحقة "النغري" عن كوارث لا تبعد أمتاراً عنه! كان المسرح هو الوليد الوحيد الذي مازالت وزارة الثقافة والإعلام تتبرأ منه، وتتركه لجهود أهل الخير الفردية؛ وقد يئس منه الدكتور/ "عصام" مبكراً، وانهمك في مهنته/ "طب الأسنان"، مكتفياً بما سماه إمام الساخرين السعوديين الشاعر الناثر المتحدث "السوبيا"/ "أحمد قنديل" بـ"أدب الكوابر" ـ جمع "كوبر" وهو نوع من الخزانات ـ كناية عن تقصير الوزارة في دعم الإنتاج الأدبي بمسرحته أو تلفزته!
فماذا يقول الزميل الجميل/ "محمود عبدالغني صباغ"، الذي تقدم أكثر من مرة بمشروع حالم بتحويل عدد من الروايات السعودية إلى مسلسلات تلفزيونية، وقد خذله الجميع بمن فيهم "الأخ/ أنا"؛ وفضل تلفزيوننا العزيز تعميد منتجين لا صلة لهم بالأدب ولا الثقافة بملايين الريالات؛ ليلوثوا ذائقة الأجيال بـ"سكتم بكتم" وما تسكتم وتبكتم حولها؟