ونحن صغار لم نكن نجرؤ على مخاطبة الكبار من معلمين وآباء مباشرةً؛ فنعمد إلى واحدٍ منا تتوفر فيه مواصفات "السذاجة/ الرخامة/ الضعف/ اليتم"، ونشحنه بمهايطات لا يصدقها غيره: أنت أذكى واحد/ دبلوماسي/ شجاع/ قوي/ محبوب.. إلى آآخخه مما هو مجموع في المثل الشعبي: "انفخ راس الحمار بقولة أشششش"! فإذا اشرأبت أذناه كأذني الزميل/ "براك بن حسين" وسوسنا له بطلب ينقله للكبار المرعبين، فإن نجح وإلا "إحنا إش دخلنا؟"! والعجيب أنه غالباً ما ينجح فيصدق نفسه، ونصدق نحن ـ "وإحنا شاحنينه سوا" ـ أنه فعلاً "رجل المهمات الصعبة"!
وكبرنا وصرنا كتاباً نعاني من "رقابة هانم" ما لا يعلمه إلا الراسخون في "السخافة والإعتام"! وفتش الزملاء عن أكثرنا سذاجة ورخامة وضعفاً ويتماً وصلعةً؛ فلم يجدوا أجدر مني ولا فخر! قال "محمد الرطيان": "أنت معشوق رؤساء التحرير"! وقال "خلف الحربي": "أنت محمد البوسحيمي"! وقال "صالح زياد": "أنت المشاكس المدهش"! وقال "إدريس الدريس": "الساخر الفاخر"! ولأن الطفل يزيد شيطنة إذا وصفته بالعفريت توجها "حمزة المزيني" بقوله: "إبليس ما كان ليبرالي/ ولاَّ السحيمي تراه إبليس"! وحين رددنا بحكم القافية وقلنا: "والحمزة أستاذه الغالي/ مدرسه وأحسن التدريس"، علق الصديق "الطائفي" السيد/ "أحمد الحبشي" قائلاً: ردك يؤكد كلامه!
وعلى هذا المنوال سار الزميل/ "محمد علي البريدي" صاحب التراتيل الشجية في "الشرق"، فتساءل يوم الخميس الماضي، بعد أن اعتذر عن جنون المعجبين بالزميل/ "ميسي": " ولكن ماذا لو زارتنا السيدة "كلوديا الشمالي"؟ وأردف ـ ويا له من إرداااف! ـ قائلاً: "... وسأدع الوصف والتعليق - في ذلك اليوم السعيد والمنتظر- لمحمد السحيمي، فهو القادر على وصف ما لا يوصف في سياقنا الاجتماعي المهذب"! واااو.. يا للقطة "البريداوية" المبتكرة في النفخ وقد أفادها من وصية جدتي "حمدة": "خل صدرك شمالي وأنا أمك"! مش مهم صدري أنا يا "ستيتة"!!
ولكن ـ وقبل أن يغمى علي ـ لا بد أن نعتذر للزميل/ "ميسي" عن الاستقبال المخجل لنا لا له، ونوضح "ما لا يوصف" بأن المنظمين للمباراة شكلوا ـ حسب مصدر لا يمت للثقة بصلة ـ وفوداً سعودية رفيعة من الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط: الوفد الشمالي استطاع أن يصل عبر خطوط "النسخ والرقعة" الجوية العربية السعودية من "عمان" التي وصل إليها براً! وأما الوفد الجنوبي فلا بد من "صنعا" وإن طال الطريق! والغربي وصل من جدة مروراً بـ"كوالالمبور"! أما "الشرقي" فهو أسرعهم والحمد لله على نعمة "الجسر"! لكنهم فوجئوا بأن الزميل/ "ميسي" وصل في طائرة خاصة! وحين اتصلوا بوفد الوسط اتضح أنه عالق في الدائري الشرقي: عن يمينه صهريج غاز (17) "طن"! وعن يساره "تريلا" حديد مرفوع السعر! وأمامه تريلا إسمنت كانت تسير بسرعة مناسبة فلما حاول تجاوزها قدحت كاميرا "ساهر بن حافز" المدسوسة وسط قطمة مفتوحة!