عندما يعود المبتعث إلى الوطن، فإن كافة المحيطين به يتوقعون تغير نمط الحياة والتفكير لديه، ومنهم من يبدأ في انتقاد طريقة لبسه، ودمج بعض المصطلحات الإنجليزية في محادثاته، والتعود على نمط حياة معين، ونظرته إلى الأطراف المقابلة، أو الشعوب الأخرى.
عندما يعود المبتعث يجد الانتقاد من قبل بعض مجتمعه لاسيما أن ذلك يؤثر على إيجابيات حياته واكتسابه والتزامه بالتعليمات جميعها كقوانين القيادة. وهكذا يعاني المبتعث من عدم تقبل بعض أفراد المجتمع لفكره، فما ذنب هذا الطالب الذي ذهب لرفعة رأس وطنه وأهله، وعاد إليهم ينتظر منهم كل ترحيب وحفاوة، فيرى العكس.
نعم نحن طلبة مبتعثون نسافر لتحقيق هدف وطني وشخصي، وإن وجد العكس فهو ليس مثالا للمبتعث الذي يطمح إلى تقديم ثقافته والظهور في صورة جميلة أمام الثقافات الأخرى.
يحدثني الطالب الخريج من الولايات المتحدة مرتضى الخضيري ويقول "طالما تطلعت للعودة إلى مجتمعي في أبهى صورة، ومع شهادة التخرج، ويوم التخرج احتفل بي أصدقائي من المواطنين الأميركيين، ومن الدول الأخرى، حتى أحسست أنني أكاد أحتضن كل فرحة، وعندما عدت وجدت الاحتفاء والفرح من جانب الأهل، ولكن قوبلت بانتقاد من مجتمعي بزعم أنني أحمل فكرا تغريبيا، لقد كانت نظرتهم لي سيئة".
ويقول الطالب سلمان الخالدي "عندما عدت إلى وطني، وقررت بدء العمل ذهبت لإكمال نصف ديني فرفضوني بحجة أني أحمل فكرا وثقافة مختلفة، يعودون في الإجازات أو يتخرجون، ولكن فئات المجتمع هي التي تحمل هذه الفكرة الخاطئة.