فيما أكد صدور الصيغة المعدلة لنظام العمرة قريبا، كشف وزير الحج الدكتور بندر بن حمزة حجار عن زيادة أعداد المعتمرين والزوار هذا العام بنحو 400 ألف معتمر، حيث بلغ عدد المعتمرين الواصلين حتى 11 شعبان الحالي 3 ملايين و800 ألف معتمر. ورغم هذه الأعداد الكبيرة إلا أن عدد المعتمرين المتبقين فعليا داخل المملكة يبلغ نحو 290 ألف معتمر موزعين بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، مما يؤكد وجود حركة مغادرة نشطة توازي حركة القدوم.

وقال الوزير في تصريح إلى "الوطن" إن فرقا رقابية ميدانية للوزارة تنتشر في مناطق تواجد المعتمرين للرقابة وتلقي الشكاوى والعمل على حلها فوريا وميدانيا تحقيقا لراحة المعتمرين، واستكمال ما يلزم من إجراءات نظامية لمحاسبة المقصرين، كما أن هناك نوعا آخر من الرقابة الإلكترونية الموجهة لعملية ضخ التأشيرات ومراقبة التخلف وكذلك لكل عنصر من عناصر الخدمات. وأشار إلى بدء 22 برنامجا لتطوير خدمات الحج والعمرة. وأعرب حجار عن شكره وامتنانه العميق لخادم الحرمين الشريفين على العناية والاهتمام الكبيرين اللذين تلقاهما خدمات الحجاج والمعتمرين منه - حفظه الله - والتي جاءت كأبرز أهداف خطة التنمية الخمسية التاسعة للدولة، والتي تتمثل في صور شتى، منها على سبيل المثال لا الحصر المشاريع العملاقة التي تنفذ في مكة المكرمة كتوسعة الحرم المكي الشريف، والتي سبقها مشروع توسعة المسعى، ومشروع تطوير منظومة النقل، ومشروع المخطط الشامل، ومشروعات المشاعر المقدسة ومنها منشأة الجمرات التي حصدت عدة جوائز عالمية لتميزها من حيث التصميم والتنفيذ، وقطار المشاعر، ومشروعات توسعة الحرم النبوي الشريف، ومشروعات تطوير منافذ دخول الحجاج والمعتمرين، مثل مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة.

وأبان وزير الحج أنه سبق لمجلس الوزراء أن أصدر قرارا بتشكيل لجنة برئاسة وزارة الحج وبمشاركة كافة القطاعات المعنية لوضع خطة إستراتيجية لأعمال الحج والعمرة لمدة 25 سنة. وباشرت الوزارة بالفعل دعوة ممثلي الجهات المعنية وعقدت عددا من الاجتماعات المتواصلة، والتي ختمت، بحمد الله وتوفيقه، بكتابة الشروط والمواصفات التفصيلية اللازمة لتنفيذ المشروع على أفضل المنهجيات العلمية بالاستعانة بأحد بيوت الخبرة العالمية المتخصصة.

وأكد حجار أن الوزارة تعكف حاليا على تطوير حوالي 11 برنامج عمل في مجال الحج ومثلها في مجال العمرة، تمثل صلب الخطط التشغيلية والإجراءات التنفيذية التي يتم من خلالها تقديم الخدمات للحجاج والمعتمرين، حيث تقوم فرق عمل مشتركة من الوزارة والقطاعات الواقعة تحت إشرافها وبالاستعانة بالاستشاريين المتخصصين بتتبع كل برنامج عمل من حيث الأهداف التي وضع من أجلها والإجراءات المتبعة لتحقيق هذه الأهداف، ومن ثم يتم تتبعها ميدانيا أثناء مواسم الحج والعمرة، ورصد الملاحظات وتقييم مدى تحقيق الأهداف المطلوبة، ومن ثم إدخال التحسينات اللازمة لتطوير البرنامج وتكرار هذه الدورة عدة مرات حتى يتم التوصل إلى أفضل صورة لكل برنامج عمل.

وعن استعدادات الوزارة لموسم رمضان المبارك، أوضح الوزير أن وزارة الحج أكملت كافة الاستعدادات لهذا الشهر الكريم، مؤكدا أن الوزارة عنصر من ضمن منظومة متكاملة كل منها يؤدي الدور المناط به بالصورة المطلوبة. وأكد حجار أنه نتيجة لتضافر الجهود بين الوزارة والقطاعات المعنية بوزارة الداخلية والجهات الأخرى فقد سجل تخلف المعتمرين انخفاضا واضحا، حيث كان في عام 1426هـ حوالي 450 ألفا إلى أن أصبح نحو 24 ألفا، مع أن عدد المعتمرين قد تضاعف إلى حوالي 160% مما كان عليه، وفي ذات الوقت تقلصت شكاوى المعتمرين بشكل ملحوظ وارتفع مستوى التقيد بحزم الخدمات بشكل واضح وملموس بفضل الله ثم نتيجة للضوابط التي وضعتها الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وأوضح وزير الحج أن اللجنة المكلفة بإعادة دراسة تنظيم خدمات المعتمرين والمشكلة بهيئة الخبراء حققت تقدما ملموسا بحمد الله وتوفيقه، وسيتم صدور الصيغة المعدلة التي تعالج كافة النقاط التي لم تشملها الصيغة السابقة للتنظيم. كما ستشمل المواد المعدلة ضوابط واضحة لمنح التراخيص وتجديدها وإيقافها أو إلغائها، والتي ستتركز على حسن تقديم الخدمة لضيوف الرحمن وتوفير كافة عناصر حزم الخدمات على الوجه الأكمل. واختتم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن التنظيم يدعم كل الشركات والمؤسسات الجادة والقادرة على أداء الخدمة بالشكل المطلوب، كما يقف بالمرصاد لكل المتلاعبين والمتهاونين بخدمات ضيوف الرحمن.