تواصلت المظاهرات والاحتجاجات في العاصمة السودانية وبعض المدن الأخرى، ففي الخرطوم خرج المواطنون في مظاهرات ليلية في بعض الأحياء ورددوا هتافات معادية للنظام ومطالبة بإسقاطه، مما دفع قوات الشرطة والأمن للتصدي لهم بالقوة وفض صفوفهم، كما نادت تنظيمات شبابية وبعض الأحزاب بالتحضير لمظاهرات أكبر وأعمق أثرا يوم الجمعة القادم بالتزامن في جميع مدن البلاد. ولاحتواء أثر الاحتجاجات بادرت الحكومة إلى إجراء اتصالات بقوى المعارضة والأحزاب، إلا أن مصادر مطلعة أكدت لـ "الوطن" فشل هذا المسعى بسبب تمسك المعارضة بمطالبها الأساسية المتمثلة في تكوين حكومة انتقالية تتولى الترتيب لانتخابات عامة.

وأكدت المصادر أن السلطات المختصة تفكر في فرض حالة الطوارئ وحظر للتجول في العاصمة وبعض المدن، إلا أن نائب رئيس البرلمان سامية محمد أحمد سارعت إلى نفي هذه الأنباء، وأكدت أن هذا المقترح لم يتم بحثه أو تقديمه من أي جهة، وقالت "التعبير السلمي لا يقتضي حالة الطوارئ وحق التعبير مكفول بموجب القوانين، كما أن تصدي السلطات المعنية لمحاولات التخريب وتهديد أمن المواطن هو أمر طبيعي". وتحدثت المصادر عن تنفيذ السلطات الأمنية لحملة اعتقالات واسعة في كل أنحاء السودان، مؤكدة أن عدد المعتقلين بلغ أكثر من ألفي مواطن. كما وجهت السلطات اتهامات مباشرة لقيادات بحزب المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي، بالقيام بأعمال تخريبية خلال المظاهرات الأخيرة بعدد من أحياء الخرطوم، وألقت القبض على أكثر من 20 شخصية قيادية أثناء قيامهم بالتخطيط لأعمال مماثلة.

من جهة أخرى قال الجيش أمس إنه تصدى لهجوم نفذته قوات تتبع للجيش الشعبي بمنطقة ديم منصور في ولاية النيل الأزرق التي تشهد أعمال عنف منذ فترة. وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد أن "المتمردين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات" بعد مقتل قائدهم وهو ضابط برتبة رائد، وقام الجيش السوداني بتمشيط المنطقة. وكشف سعد عن توفر معلومات بحوزتهم عن هجوم تنوي حركة العدل والمساواة تنفيذه بولاية جنوب كردفان. وقال "نرصد كل تحركات المتمردين ونحن على استعداد لردعهم".