أيعقل أن يتحول نقد المنتخب السعودي الأول فجأة إلى مديح وثناء بأعلى درجات المبالغة بمجرد إبداع لاعبيه خلال شوطين وديين أمام الأرجنتين!.

على ماذا استند المبالغون في تفاؤلهم هذا حتى يؤكدوا نجاح مخططات الهولندي ريكارد، وكأن المنتخب يتمتع بصفات مثالية خلال المرحلة الماضية، سواء في استقرار لاعبيه أو في طريقة اللعب التي يرسمها الجهاز الفني وتجد التطبيق المميز ميدانياً!.

دوماً تتابع أن من يُبالغ في طرحه ونقده هو من غير أصحاب الاختصاص، ومن غير من خاضوا التجارب ميدانياً، لذلك تستحق مباراة الأرجنتين أن تعتبر محطة لالتقاط الأنفاس يجب أن يستفاد من إيجابياتها لتعديل ما يمكن تعديله في تجهيز "الأخضر" لكأس الخليج في البحرين، ولتكن هذه البطولة إحدى المحطات التنافسية التي قد تعيد المنتخب السعودي لجادة الطريق، وعدم الاتكاء على ما جرى أمام الأرجنتين، فالمكتسبات مما حدث تحتم على المشرفين والجهاز الفني المحافظة عليها والبحث عن تطويرها، بدءاً بالروح القتالية التي حضرت بعد غياب طويل، إضافة لمنح الوجوه الصاعدة فرصتها بالمنافسة على كسب مواقعها في المنتخب، والتركيز بقوة على التمسك بالثقة المتجددة بعد مباراة الأرجنتين من قبل الشارع ووسائل الإعلام التي اكتفت بالإشادة والثناء على لاعبي المنتخب والجهاز الفني، حتى وصل الحال بالبعض من قوة تفاؤله أن يعلن عودة المنتخب لسابق عهده!.

صحيح انزاح كثير من الضغط والتوتر عن كاهل الجهازين الفني والإداري واللاعبين، إلا أنه قد يعود بشكل مضاعف متى عاد المنتخب لتقديم مستويات باهتة أوصلته إلى هذه المرحلة البعيدة عن المنافسة ورمته في التصنيف إلى مراكز غير لائقة بالكرة السعودية.