وصل رئيس المحكمة الجنائية الدولية الكوري الجنوبي سانغ هيون سونغ إلى طرابلس أمس قبل الموعد المتوقع للإفراج عن 4 من العاملين بالمحكمة اعتقلوا أوائل الشهر الماضي، مما أدخل البلاد في نزاع دبلوماسي مع لاهاي. وكان مسلحون قد اعتقلوا المحامية الأسترالية ميلندا تايلور والمترجمة اللبنانية هيلين عساف في بلدة الزنتان ووجَّهوا إليهما تهم تهريب وثائق وإخفاء أجهزة تسجيل إلى سيف الإسلام ابن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي. وبقي برفقتهما رجلان من العاملين في المحكمة كانا برفقة المعتقلتين. وقال رئيس لواء الزنتان عجمي الطيري الذي اعتقل الموظفتين إنه سيفرج عنهما بعد أن اعتذرت المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها. وأضاف أن عملية الإفراج ستتم في وجود رئيس المحكمة وسفراء دول المحتجزين وعدد من الوزراء الليبيين. وسيسمح لهم بالعودة إلى بلادهم.

وكان اعتقال موظفتي المحكمة قد أثار ردود أفعال واسعة، حيث دعت شخصيات ومنظمات حقوقية عديدة إلى إطلاق سراحهما فورا وعلى رأسها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ومنظمات حقوقية محلية. إلا أن السلطات الليبية تمسكت بعدم اتخاذ قرار بهذا الخصوص إلا بعد اعتذار المحكمة، وهو ما تحقق مؤخرا، حيث أبدت أسفها على ما حدث.

وكانت المحكمة قد أوفدت تايلور إلى ليبيا لتمثيل سيف الإسلام الذي تريد تسلمه لمواجهة اتهامات جرائم حرب قيل إنه ارتكبها أثناء الانتفاضة التي أطاحت بوالده العام الماضي. وترفض ليبيا حتى الآن تسليمه قائلة إنها تفضِّل محاكمته أمام القضاء المحلي. إلا أن جهات حقوقية دولية أبدت مخاوفها من عدم تمكنه من الحصول على محاكمة عادلة في ليبيا.