مفرح حبسان


من ثورة غضب نزفت فيها دماء من أجل تغيير نمط عيشهم والقضاء على معاناتهم لسنين طويلة .. ومرورا بأحداث عشوائية صاحبت تلك الثورة المستيقظة التي أدت إلى سلب ونهب وتخريب في جميع محافظات مصر الحبيبة.

كانت صادقة في تحقيق أهدافها التي من أجلها أشعلت فتيل الثورة.

لقد استيقظ الشعب المصري النبيل من سباته الذي خنقه لعقود، لم يكن الشعب لذلك السبات براض بل كان مكرها عليه.

استيقظ وانتفض بكل أطيافه وأحزابه وأبدى كل تضحياته بأنفس جعلها الشعب الأبي فداء لتلك الثورة.

إنها الأقدار والقضاء الإلهي الكبير ثم بعد ذلك إرادة شعب صامد حر صادق في وقفاته وهتافاته التي كان يرددها، لا للاستعباد والظلم بعد اليوم، هي التي أتت بهذا الرئيس إلى زعامة مصر.

فمن السجن إلى الرئاسة.. وكذلك من الرئاسة إلى السجن المؤبد "وهكذا يغير الله من حال إلى حال".

حقا لقد طال الشعب المصري بغيته بعد مخاوف عظيمة اجتاحت قلوبهم من أن يختل نظام الفرز وإعلان النتائج بصورة غير صحيحة.

لقد تحقق لهم ما تمنوا من اختيار الرئيس المرغوب لديهم أو لعله لدى الأغلبية منهم، وكم كان الفرح يملأ قلوبهم وأرواحهم عندما كان الإعلان لصالح من يريدون.

إن أحلام الأمة المصرية وآمالها كبيرة جدا تنظر إلى المستقبل الواعد والمشرق على أنه فجر جديد انكتب لهذه الأمة العريقة.

إن تطلعات الأمة المصرية من أجل تحقيق الوئام والتلاحم بين جميع أطيافها بغية كل الشعب وحلمها الذي تريد أن يتحقق من خلال هذه الثورة ليعم الصفاء والود ويهنأ لهم العيش الكريم.

لقد سمع العالم بأسره ذلك الخطاب الذي تلاه الرئيس المصري الجديد محمد مرسي.

إنه خطاب المتفائل الواثق من شعبه.. خطاب رجل علم أن لولا قضاء الله ثم ذلك الشعب لم يقف هذا الموقف المشهود.

لقد كان حديثه لأمته يحمل معه التباشير بصنع المستحيل لإصلاح ما أفسده الزمان.. بل كان ذلك الحديث بلسما لتلك الملايين التي تريد أن تنعم بخيرات بلادها المفقودة.

إن حديثه للملايين بث فيهم روح الحماس من جديد ليبدؤوا صفحة نشاط وعمل للنهوض ببلادهم إلى ما يريدون.

كان حديثه يحمل هما دفينا في قلبه وقلوب الملايين من خلفه للحفاظ على أمن بلاده وحمايتها، وحماية حدودها وترابها.

ولكن هل سيفرح بك الملايين أيها الرئيس الجديد؟ هل ستفرح بك تلك القلوب وبأعمالك كما فرحت باختيارك وفوزك؟ هل سترى تلك الملايين بوجودك النور المطفأ في أروقتهم؟ هل سيجد الشعب الوفي أمنياته في ظل ترؤسك له؟ هل ستتغير أحوال الفقراء والمحتاجين في عهدك؟ هل ستتآلف القلوب وتتوحد الكلمة وتصفو النفوس وتذهب الأحقاد ويصبح الشعب لحمة واحدة في زمنك؟ هل سنرى مصر جديدة مزدهرة ومحلقة في سماء الساحة العربية؟

إنها أحلام وأحلام، وأمنيات وتطلعات.. ينظر من خلالها الشعب المصري إلى رئيسه الجديد.

فمن قلوبنا يا مصر ندعو لك بمجد عزيز يبقيك شامخة إلى يوم الدين.

ودعاؤنا لرئيسك الجديد بالتوفيق والعون والسداد.