موسى عقيل
جازان
يتفق أكثر المثقفين ومعهم القائمون على الثقافة في بلدنا أن لائحة الأندية الأدبية يعتريها الكثير من القصور، وقد كشفت الممارسة منذ انطلاق الانتخابات الحاجة الملحة إلى إجراء التعديلات على اللائحة وتطويرها، كما كشفت أيضا إهمال اللائحة أحيانا وعدم امتثال نصوصها.. وكمثال أورده على الحاجة لتعديل اللائحة نص المادة الثامنة عشرة من اللائحة الأساسية والتي قد يرى غيري فيها مرونة وأرى فيها ارتخاء، ونصها كالتالي: (تجتمع الجمعية العمومية اجتماعا مرة كل عام بدعوة من رئيس مجلس الإدارة خلال خمسة وأربعين يوما، من بداية السنة المالية الجديدة بحضور ممثلي وزارة الثقافة والإعلام بصفة مراقبين، على أن يتم الإعلان عن موعد الاجتماع قبل شهر من تاريخه ويتم تزويد أعضاء الجمعية بجدول أعمال اجتماعاتها قبل عشرة أيام من موعد الاجتماع). ما قد يكون محل خلاف في هذه المادة هو المقصود من جملة (خلال خمسة وأربعين يوما) هل يقصد بها الاجتماع أم الدعوة؟ بمعنى يتم الاجتماع خلال الخمسة والأربعين يوما، أم الدعوة هي التي تعلن خلالها. وفي رأيي كلا التفسيرين ممكن، لكن علينا أن ندرك إذا رأينا أن المقصود هو الدعوة، أن اجتماع الجمعية قد يتأخر إلى خمسة وسبعين يوما من بداية السنة الجديدة، هي مجموع الخمسة والأربعين يوما المتاحة للدعوة، والشهر المتاح بين الدعوة والاجتماع حسب النص أعلاه، مما يعني تأخير إقرار الجمعيات لخطط وميزانيات الأندية - وهو الهدف الرئيس من هذا الاجتماع - لشهرين ونصف، أي أن برامج الأندية ستتعطل لما يقرب من ربع العام.
لكن قبل الاتفاق أو الاختلاف على مرونة هذه المادة أو ارتخائها، علينا أن نعرف كيف تعاملت أنديتنا الأدبية مع هذه المادة وأي التفسيرين اعتمدت؟ الأندية وبعيدا عن اللائحة اعتمدت تفسيرا مختلفا جاء به قرار من إدارة الأندية الأدبية، بجدولة الجمعيات العمومية في مواعيد تحددها الوزارة!
لدينا في أدبي جازان مثلا، ونتيجة لهذا القرار عقد اجتماع الجمعية العمومية العادي الذي ينعقد أساسا لإقرار الخطط والميزانيات في 24 جمادى الأولى، وقد نفذت بميزانياتها ثمانية برامج من خطة النادي، هي ما يعادل ثلث برامج خطة أدبي جازان للموسم. ولأن إقرار الجمعية ليس مهما، بدليل تنفيذ ثلث الخطة قبل حدوثه، لم ينفذ النادي بعد الإقرار ثلاثة من بقية برامج الخطة المقرة من الجمعية.
هل يلام المثقفون من أعضاء الجمعيات العمومية بعد هذا، على عدم حضورهم لاجتماعات الجمعيات العمومية؟ وهم يدركون أن حضورهم هو مجرد برواز للصورة، بينما الممارسة الحقيقية للانتخابات تعتبرهم الصورة بأكملها، وهل ستعنيهم التحذيرات أو اتهامات التخوين؟ نعم تحتاج اللائحة إلى الكثير من التعديل والتطوير، ولكن بوعي ودراسة مخلصة ومتأنية للتجربة، وقبل ذلك هي أكثر حاجة للإيمان بها وامتثال نصوصها، فالنظام لا يوضع من باب الترف وإنما الإلزام.