التكلم بالبطن أو الكلام البطني، هو فن مسرحي قديم يعتمد على إخراج الحروف من البطن دون تحريك الشفتين ونقل روح المتحدث إلى الدمية المستخدمة في العرض، عن طريق تحريكها وشد الناظر إليها فقط حتى يعتقد مشاهد هذا الفن أن الدمية هي التي تتحدث، فيولد هذا المنظر شعورا بالضحك ويرسم الابتسامة على وجوه متابعيه من الكبار قبل الصغار.

برزت في الآونة الأخيرة موهبة شبابية كويتية نقلت هذا الفن الفريد بأسلوب مفيد ممتع، هي "باسل الدوسري"، وهذا الشاب الكويتي الذي استطاع إدخال فن من الفنون الجديدة إلى عالم الإبداع والتميز بطالع كويتي جميل، مستعينا بالدمى التي يملكها وأشهرها "مزيون"، و"الحاج نوفل". وعلى الرغم من أن باسل الموهوب في فن الكلام البطني يكشف لجمهوره على المسرح أثناء عروضه أنه يتكلم من بطنه؛ إلا أن الكثيرين من الجمهور يقفون حائرين ويتساءلون: كيف يتحدث "مزيون" و"الحاج نوفل" مع الدوسري بهذه السلاسة المذهلة فوق خشبة المسرح، دون أن يدركوا السر الكامن في مهارة الدوسري في التحدث بأكثر من شخصية في وقت واحد، وقدرته على تحريك الدمى بالتزامن مع كلامه وكأنها تتحدث فعلا؟!.

وعن هذه الموهبة يقول الدوسري في تصريح خاص إلى "الوطن" إن موهبة فن الكلام البطني موهبة صعبة جدا، ولم أشاهد في العالم العربي أي شخص سبقني إليها، وقد شاهدت بعض الفنانين الأميركيين يقومون بمثل هذه الأدوار التي تتطلب مهارة عالية وموهبة.

وأشار الدوسري إلى أنه تعلم فن الكلام البطني لكونه موهوبا في هذا المجال، وأصبح يستطيع التحدث من بطنه دون تحريك شفتيه، وقام بجلب دمى معينة تمثل شخصيات مختلفة بأصوات مختلفة؛ حيث يقوم بتحريك الدمى بالتزامن مع الحديث وكأنها تتحرك.

وعن الصعوبة في موهبته قال: هي موهبة قبل كل شيء، لكني درست وتمرست لتخطي صعوبتها؛ حيث فيها مهارة تعتمد على ربط حركة الدمية بالصوت والانفصال من شخصية إلى أخرى، إضافة إلى أن من صعوباتها أنني أحدث نفسي طول الوقت بشخصيات متعددة.

وأشار إلى أن كثيرا من الجمهور الذين يقف أمامهم لا يعرفون ماذا يحدث، مع أنه دائما أثناء العرض يكشف ماذا يفعل ويقول أنا أتحدث من بطني، ولكن البعض لا يصدق.

وعن الدمى التي ترافقه في عروضه قال "لدي كثير من الشخصيات، ولكن الشخصيات الرئيسية هي 3 شخصيات فقط"، مشيرا إلى أنه جلب دمى خاصة بمواصفات معينة وهي غالية الثمن.

وذكر أن فن الحديث من البطن فن فردي لا يمكن أن ينفذ إلا من شخص واحد لكنه ينفذ على أنه جماعي بشخصيات متعددة يتنقل بينها الفنان مصطحبا الدمى التي تمثل كل شخصية من الشخصيات التي يستعين بها في عرضه المسرحي.

وأشار باسل إلى أنه شارك في أكبر مسابقة للمواهب العربية Arabs' Got Talent التي عرضت على قناة mbc4 وأدهش لجنة التحكيم المكونة من الفنانة نجوى كرم والإعلامي عمرو أديب وعلي جابر بعد أن قدم عرضا مع دميته التي أسماها "مزيون"، ولاقى استحسان الجميع ولكنه خرج من التصفيات النهائية بسبب ضعف التصويت، مشيرا إلى أن برامج المسابقات التي تعتمد على التصويت لا تخدم المواهب ويكون عنصر التصويت هو المؤثر في نتائجها، وبعض المواهب النادرة لا تحظى بجماهيرية كبيرة عند التصويت عليها كما يتم التصويت للمواهب في مجال الغناء مثلاً.