"حمضيات" و"مع نفسك" وحتى "دنكاوي"، مصطلحات جديدة شقت طريقها نحو لهجتنا السعودية، خصوصًا لدى جيل الشباب، بل لقد تجاوز الأمر مجرد "الكلمات الجديدة" إلى مصطلحات مبتكرة، جوهرها التعبير عن معان كثيرة في كلمة واحدة أو اثنتين، متمثلة روح السرعة في عصرنا الحاضر، بل استطاعت بعض الكلمات القفز والاستيلاء على موقع كلمات أخرى، كانت هي السائدة في مرحلة ما، كما هو الحال في مصطلح "درباوي" الذي استبدل مؤخراً بالمصطلح المتداول: "عربجي" نوعاً ما.

المثير في الأمر أن مصادر تلكم الكلمات متعددة ومختلفة، فبعضها عربيٌ قح، والآخر إنجليزي صرف، وبعضها محرّفة أو منحوتة عن كلمات ومصطلحات من هنا وهناك، طبعاً زاد من سرعة انتشارها؛ تداولها بشكل مفرط في مقاطع "اليوتيوب"، كما في البرنامج الشهير "التمساح"، ورسائل "البلاكبيري" المتبادلة، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، دون إغفال التجمعات الشبابية واللقاءات العامة.

المشكلة ليست في تداولها بقدر ما لها من تأثيرٍ ثقافي واجتماعي على الأفراد مع مرور الزمن، حيث تعتبر اللغة الدارجة أسلوباً دالاً في الدراسات "الأنثربيولوجية" للمجتمعات الحية، وتساعد دراستها وتحليلها المعمق على فهمٍ أوسع للمجتمع وتغيراته الديموجرافية والثقافية، وتساهم –أيضاً- بالتنبؤ بالخطوط العريضة لمستقبل التحولات الاجتماعية لأي مجمتع ما، السؤال البسيط هنا: أين علماء الاجتماع السعوديون من كل هذه التغيرات؟ أين هم من كل هذا التدفق اللغوي المتواصل؟ أم إن مجرد مشاركاتهم في التحقيقات الصحفية واللقاءات التلفزيونية يغني عن الدراسات العلمية الجادة؟

أعتقد أن مجتمعنا السعودي يستحق دراسات علمية تنبع من واقعنا الحقيقي، لنستفيد منها في مستقبلنا القريب قبل البعيد.