"عندما أكبر سأتخصص في مجال الطب"، جملة أكدتها الطفلة حصة السبيعي عند زيارتها معرض "ألف اختراعٍ واختراع" ببرنامج أرامكو الصيفي 2012، وبعد أن التقت بشخصية تُمثل دور الشخصية العربية المسلمة، الشفاء بنت عبدالله القرشية العدوية، وكانت هذه الشخصية تستقبل الأطفال في جناح من المعرض صمم وفق ماضي الحضارة الإسلامية وموروثنا الثقافي والعلمي، وترحب بهم باستخدام اللغة العربية الفُصحى وبلباس الجلباب والحجاب الذي يُمثل تلك الحقبة الزمنية بصدر الإسلام، وتتحاور مع الأطفال من خلال طرح أسئلة جغرافية وتاريخية وعلمية وثقافية، وتُعرّف بنفسها فهي ليلى وغلب عليها الشفاء، وكانت من أوائل المسلمات والمهاجرات والمبايعات لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقبت بالشفاء لاحترافها مهنة الطب، واستخدام الطب الشعبي كذلك ولذلك لقبت بالشفاء، حتى كاد اسم ليلى يندثر، وزيادة على ذلك فقد كانت تعرف القراءة والكتابة، وتعلمها لمن يلتحق بحلقاتها.
وأما الطفلة نورة بخاري فقالت لقد تعلمت من الشفاء، أن مهنة الطب من أشرف المهن وأعلاها قدراً وهي كذلك من المهن الصعبة التي تتطلب ذكاء حادّا، وصبراً طويلاً، فالطبيب شخص رزقه الله الفطنة والحكمة والمحبة والتواضع.
وحول ذلك أشارت أم عمر العبدالهادي إحدى الزائرات برفقة أبنائها الخمسة، إلى إعجابها بفكرة المعرض الجديدة وتصميم البيئة العلمية المشوّقة والمبتكرة حيث تعريف الزوار بالحضارة الإسلامية بمشاهدة فيلم تسجيلي بعنوان "ألف اختراع واختراع ومكتبة الأسرار" وأسلوب القصة القصيرة، التي تسلط الضوء على الثروة العظيمة من المخترعات والإبداعات التي شهدها العالم الإسلامي.
كذلك مرافقة الأطفال لبعض اليافعين من المتطوعين في رحلتهم التي يكتشفون فيها الحقبة المسماة خطأً بالعصور المظلمة في عالم التعليم، من خلال تمثيل هذه الشخصيات وعرض ما ابتكرت واكتشفت من علوم واختراعات، فأسلوب التمثيل يعتبر وسيلة تعليمية تقرب المفاهيم وتساعد على إدراك معاني الأشياء من خلال التفاعل فقد تعرّفت مع أبنائها على عدد من روّاد العلم في عصور الحضارة الإسلامية، كذلك فإن كل جناح في معرض "ألف اختراع واختراع" يعلم الأطفال الصبر واحترام القوانين والتعاون واحترام الآخرين.