وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء أمس مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر في زيارة تهدف إلى تحريك المسار السياسي الذي يواجه صعوبات بسبب خلافات الأطراف السياسية في البلاد رغم توقيع المبادرة الخليجية لنقل السلطة. وفور وصوله عقد ابن عمر لقاء مع الرئيس عبدربه منصور هادي لمناقشة الأوضاع القائمة، خاصة في الشق السياسي والتحرك نحو الحوار الوطني، إضافة إلى إعادة إعمار أبين التي دمر جزء كبير منها بفعل المواجهات بين قوات الجيش وتنظيم القاعدة خلال الفترة الماضية. وبدوره رحب هادي بالزيارة وعبر عن ارتياحه وتقديره للجهود الكبيرة التي تبذل لإخراج اليمن من الأزمة والظروف الصعبة الراهنة إلى بر الأمان، مشيرا إلى أن إرادة المجتمع الدولي تترجم بنجاح التسوية السياسية، وعدم السماح بالانزلاق إلى متاهات الضياع والتمزق والحرب. وأشاد بالانتصارات الكبيرة التي حققتها وحدات القوات المسلحة في محافظة أبين وشبوة ضد قوى الشر والعدوان من تنظيم القاعدة، وشدد على أهمية التعاون والشراكة فيما يخص مكافحة الإرهاب الذي لا تكبحه أخلاق إسلامية أو إنسانية.

من جانبه أكد ابن عمر أن مجلس الأمن الدولي قرر بالإجماع وبصورة غير مسبوقة على ضرورة مساعدة اليمن وتأكيد وتكريس إرادة المجتمع الدولي على أهمية إخراجه من الأزمة والظروف الصعبة، قائلا إن هناك إجراءات حثيثة وجدية لدعم التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والعمل على تحقيق النجاح الكامل للمرحلة الانتقالية بكل متطلباتها بما في ذلك دعم مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني أن الألغام التي وضعتها القاعدة في محافظة أبين قبل طردها أدت إلى مقتل 50 مدنيا و23 عسكريا خلال عشرين يوما. وكان مسؤولون أعلنوا في وقت سابق أن 35 شخصا قتلتهم الألغام في المحافظة التي خضعت لسيطرة القاعدة لحوالي عام. وقال نائب حاكم المحافظة غالب الرهوي "عمليات نزع الألغام سمحت لحوالي 60 – 70% من سكان جعار وضواحيها بالعودة إلى منازلهم". ونصح النازحين بعدم التسرع في العودة قبل تنظيف المنطقة بالكامل.