أراد القدر أن يكون ميلاد الجمهورية المصرية الثانية على مرمى حجر من الغرفة التي يرقد فيها الرئيس السابق حسني مبارك، فقد أدى الرئيس المنتخب محمد مرسي اليمين في مقر المحكمة الدستورية العليا التي لا تبعد عن مستشفى المعادي للقوات المسلحة أكثر من 15 متراً فقط. ولعبت المصادفة وحدها الدور الأكبر في هذا المشهد، فمع انطلاق انتخابات الرئاسة المصرية كان من المفترض أن يكون أداء اليمين أمام نواب مجلس الشعب، ولكن مع قرار المحكمة بحل المجلس قبيل انطلاق الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، بات من المنطقي ووفقاً للإعلان الدستوري المكمل الذي أضافه المجلس العسكري، أن يؤدي الرئيس الفائز اليمين أمام "الدستورية".

ولم يكن مرسي نفسه يتوقع هذا السيناريو الغريب، إذ كان الرئيس السابق الذي يقضي عقوبة حبسه بعد أن حكم عليه بالمؤبد يرقد في مستشفى سجن "مزرعة طرة" حتى اشتد عليه المرض وتواردت أنباء عن موته" إكلينيكياً"، ليتم نقله إلى المستشفى العسكري ويحل نزيلاً في الغرفة التي تكاد تكون مجاورة لمبنى المحكمة، والمسرح الذي شهد استلام الرئيس الجديد للسلطة بصورة رسمية. في مشهد شغل الشارع المصري كثيراً، وسط تساؤلات كثيرة عن مشاعر الرئيس السابق في تلك اللحظة.