رفعت إدارات الشاليهات في جدة، وتحديدا في أبحر، أسعارها مع بداية الإجازة الصيفية مع ارتفاع نسبة الإشغال فيها إلى 98%، حيث وصلت أجرة بعض الشاليهات في منطقة أبحر إلى نحو 4000 ريال لليلتين، مما دفع الزوار لاستئجار استراحات متواضعة، نظير قفل معظم الشاليهات الحجوزات في أوقات مبكرة أمام زوار جدة. ورغم المحاولات لإنعاش السياحة في جدة من خلال مهرجان صيف جدة، توقع عدد من المستثمرين في قطاع السياحة أن يكون هناك تزايد في إقبال الزوار على حجوزات الشاليهات.

ويقول صالح الخالدي المستثمر في مجال المنتجعات السياحية، تستقطب الشاليهات منذ بداية إجازة الصيف ما يقارب 400 ألف زائر، حيث أقفلت الشاليهات حجوزاتها في أوقات مبكرة بسبب الإقبال المتزايد من الزوار من مختلف المدن السعودية، إلى جانب زوار دول الخليج من الكويت والبحرين، موضحا أن الشاليهات تستهدف أصحاب الدخل المرتفع من رجال الأعمال وأسر العاملين في الشركات الكبرى لقدرتهم على دفع المبالغ، التي تفرضها الشاليهات وتقبل ارتفاع أسعار إيجارها.

ويقول أحد مشرفي المنتجعات السياحية في أبحر، أمين الصاوي، إن ارتفاع أسعار الشاليهات أمام المصطافين يعود للتكاليف، التي يتحملها المستثمر في ظل تقديم خدمات مميزة للزوار، ولذلك يعمد المستثمرون لرفع إيجارات الشاليهات لتعويض الخسائر، حيث يصل سعر الشاليه المكون من 4 غرف ومسبح إلى 3500 ريال في الليلة، ويقفز سعر الشاليه ذي الغرفة الواحدة إلى 1900ريال.

وعلل نائب رئيس لجنة الفعاليات في جدة وعضو لجنة السياحة الوطنية بغرفة جدة سعيد عسيري أن شكاوى الزوار من ارتفاع إيجار الشاليهات يعود لأمرين، فهناك من أدمن على "ختم الجواز"، بمعنى أن الزائر الذي يشكو من ارتفاع أسعار الشاليهات لا يرغب في السياحة الداخلية والإنفاق بالداخل، أما الفئة الأخرى من الزوار، فهي ترغب بالحصول على خدمات تصل لمستوى 5 نجوم وتكون بتكلفة 3 نجوم.

وأكد عسيري أن أسعار الشاليهات خاضعة للعرض والطلب، فهناك حد أعلى يأتي نتيجة الأسعار الموسمية، موضحا أن أسعار الفنادق والشاليهات في السعودية تعتبر الأرخص في الشرق الأوسط، مؤكدا أن أسعار الشاليهات الحالية تعتبر موسمية ومقبولة، والسبب أن هذه الشاليهات لا تعمل إلا 90 يوما في العام، مضيفا أنه متى قامت الدولة باحتضان قطاع السياحة كقطاع تنموي مثل الزراعة والصناعة، فإن ذلك سينعكس على انخفاض أسعار الوجهات السياحية المختلفة في الداخل.

من جهتهم، أرجع عدد من الزوار ترك السياحة الداخلية والتوجه إلى الخارج لقضاء إجازة الصيف إلى ارتفاع أسعار الفنادق والشاليهات والمنتجعات السياحية في الداخل، حيث يعمد المستثمرون في المنتجعات السياحية إلى رفع الأسعار خلال فترة الصيف والمناسبات، فيما الأسعار التي يفرضها ملاك الشاليهات لا تتفق مع ذوي الدخل المحدود، مما يدفعهم إلى ترك السياحة الداخلية والسفر للبلدان الآسيوية لرخص تكلفة الإقامة في تلك البلدان.