لم يثر غيرة السعوديات المتزوجات والمطلقات والمخطوبات والخاطبات، كتغريدات الزميل/ "براك بن حسين أوباما" التي يطري فيها قرينته عقيلته السيدة الأنيقة المتأنقة/ "ميشيل"! حيث صدقت السعوديات أن في الدنيا رجلاً محترماً ـ وليس قليل حياء ـ يتغزل بزوجته على الملأ، ولا تخاف هي العين "اسم الله علينا" كزوجة "ريجان"! وهو ما أثار حفيظة السعوديين المتزوجين والمطلقين والمخطوبين والخاطبين بعد أن طمأنهم الزميل/ "بيل كلينتون" أن الرجال كلهم كذا! وقد فات على الجميع والجميعات أن الرئيس يخوض معركة انتخابات تاريخية مصيرية يعد الاستقرار الأسري من أشد أسلحتها فتكاً بعواطف الجماهير! فالشعب الأميركي ـ مثلنا ـ يتمتع بفائض وفير من الفصام والنفاق؛ يجعله يتوهم حتى يصدق أن النجوم والمشاهير والرؤساء لابد أن يكونوا سعداء في حياتهم الشخصية، وأن الزواج استقرار وهو ليس إلا "استقراداً" ـ كما يقول آية الله/ "أحمد رجب" ـ أو"استقراعاً" كما يقول الطابع بأمر الله! ويردد الشعب الأميركنجي ـ مثلنا ـ العبارة الصادقة: "وراء كل عظيم امرأة" ويفسرها ـ مثلنا ـ بالزوجة وينسى الأم التي هي شجرة الحب وما عداها كلهن ثمار! ولهذا أسقط المهايطية الكبرى "هيلاري كلينتون" في انتخابات 2008 بحجة أنها امرأة "دواجة" لم تستطع إدارة بيتها الصغير فكيف تحكم إحدى وخمسين دولة على الأقل؟ (تعرفون الحادية والخمسين طبعاً)!

وموعدنا بعد أربع سنوات حين يكتب الرئيس السابق/ "أوباما" مذكراته ويكشف المستور من شخصية محبوبته: فربما كان "طافح المرار وساكت" مثل "إبراهام لينكولن" الذي يعد أعظم رؤساء أميركا على الإطلاق لكن ـ وربما لأن ـ زوجته كانت تحتقره وتنهره كثيراً حين يمشي حافياً في الصالة، ويفتح لصديقاتها الباب وهو بالبجامة، قليل الذوق! وكانت تصبحه كل يوم بأنه أسوأ زوج في الدنيا والآخرة؛ لأنه لا يهتم بها ولا يكتب فيها قصيدة كل مساء؛ مشغولاً بمغازلة ملايين الناخبين!

ورغم تصريح "أوباما" بأنه لم يكن شيئاً مذكوراً قبل أن تتكرم عليه "ميشيل" بالعمل في مكتبها وتنعم عليه بالزواج، إلا أن سيرته تؤكد أنها هي المستفيدة من قدراته الإدارية وموهبته الفذة في المحاماة ثم من شهرته العالمية؛ فهل تقدر "ميشو" هذه "الجنتلة" أم تصدق مجاملته فتزعم في "منسياتها" أنها هي التي نظفته ولمعته وصنعت منه شيئاً معتبراً، بعد أن أجرت له "غسيل بستم" من الفقر والحرمان والإدمان؟!

وقد ندت من "أوباما" عبارات توحي بالمن ـ من غير سلوى ـ حين صرح أنها اشترطت عليه الإقلاع عن التدخين لكي تقف بجانبه ليصبح رئيساً؛ ما يوحي أنها "قرفانة" منه، ناهيك عن تصريحه مازحاً بأنها تسخر من أذنيه كرسامي الكاريكاتير!

أما أذكى حركة قام بها "أوباما" فهي تأليفه كتاباً للأطفال يوثق سرده حكاية كل ليلة لابنته الصغرى قبل النوم؛ لكيلا تزعم "ميشو" أنه لا يأتي لبيته إلا الفجر، كما زعمت زوجة "فورد"!