يشكو المسافرون عبر طريق الشمال الدولي حين يمرون بقرية "أثرة" إحدى قرى محافظة القريات، من سوء المنظر الذي طال المقبرة هناك، خاصة ممن يقصدون القرية للراحة من عناء السفر وإقامة الصلاة في مسجد القرية، وأغلبهم من المسافرين القادمين من دول الخليج ومناطق المملكة المتجهين إلى الأردن وتركيا ولبنان، وتنسب بلدية القريات ما تعانيه المقبرة إلى زحف الرمال مؤكدة أنها في طور التسوير ضمن عدة مقابر.

تقول شفية العنزي إحدى المسافرات عبر طريق الشمال: عندما يممت وجهي شطر واحة للنخيل، فوجئت بمقبرة شرعت أبوابها، وكأنها سقطت على الأرض من الوجع، وتميل إلى اللون البني الضارب إلى السواد من صدأ الحديد، مضيفةً أنها وقفت تتأمل مهابة الغياب وجلال الموت وحزنت على الذين احتجبوا داخل أفواه التراب، مبينة أن الأمر الذي استجلب في نفسها الحزن هو ما رأيته من تراكم النفايات في تلك المقبرة، وتحولها ملجأ للكلاب الضالة التي قاسمت الموتى مثواهم.

وتضيف مجموعة من المسافرات أن منظر المقبرة لا يليق بموتانا وقد قاسمتهم الحيوانات المكان، وأهملت الجهات المعنية الاهتمام بالمقبرة وإصلاح ما اعتراها من الزمن من تهالك بابها وجدرانها وعدم نظافتها.

من جانبه، أكد المتحدث الرسمي لبلدية القريات ماجد الخيران لـ"الوطن" أن البلدية أنشأت 15 مقبرة في القريات وقراها خلال الأعوام الماضية، وقامت بحصر جميع المقابر القديمة والقبور غير محددة المعالم، خاصة المقابر المغلقة منذ فترة زمنية طويلة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة من أجل إعادة تسويرها.

وعن مقبرة قربة أثرة قال الخيران إن البلدية قامت بإنشاء مقبرة حديثة في القرية تخدم القرية والقرى القريبة منها، أما المقبرة القديمة في القرية فهي تقع في منطقة مكشوفة وتتعرض لزحف الرمال مما يؤدي إلى أضرار في سور المقبرة، مبينا أن البلدية بدورها تقوم بأعمال صيانة دورية للمقابر من ضمنها مقبرة أثرة.

وأضاف أن وضع المقبرة الحالي ناتج عن تقادم سور المقبرة وزحف الرمال، وهي أحداث جديدة كما أن المقبرة مدرجة ضمن مشاريع إعادة تسوير المقابر والعمل جار لإنهاء ترسية وتسليم المواقع للمقاول.