في أواخر شتاء عام 2009 كان الحظ الطيب قد جمعنا في لقاء رجل طالما حلمنا بلقائه والاستماع إلى نصائحه وتوجيهاته التي كنا نعيشها ونتذكرها دائما معنا عبر وسائل الإعلام المختلفة.

في تلك الفترة كان الوالد الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز ملازما لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمهما الله جميعا خلال رحلته العلاجية في الولايات المتحدة وتحديدا في مدينة نيويورك، حيث قررنا ونحن في بلد الابتعاث أن نقوم بأقل الواجب أنا وزميلي الدكتور سلطان أبالعلا المبتعث من جامعة الملك عبدالعزيز بزيارة الأمير سلطان، حيث وصلنا الفندق عصر ذلك اليوم واستقبلنا كأهل الدار بكل يسر عبر المرافقين لسموه حيث رافقناهم إلى الجناح الخاص لسموه وإذا بروح الأخوة والتحاب السعودي الأصيل والبساطة تسود ذلك المجلس المختصر، وبعد انتظار عودة سمو الأمير نايف من المستشفى أبلغنا المرافقون بوصول سموه، وانتظرنا اللقاء بحرارة أمام المصاعد وما هي إلا ثوان وإذا بالرهبة تزول بحضرة رجل التواضع، حيث كان يسير بكل بساطة دون تكلف مرتديا شماغه وثوبه بكل فخر في بلاد أجنبية حيث صافحنا بحرارة، وطمأننا عن صحة سمو الأمير سلطان، وشكرنا بابتسامته المعهودة على هذه الزيارة وسألنا بصيغة الأب الحريص على أبنائه عن دراستنا وكيف هي أحوالنا. كان لقاء لا ينسى ونحن إذ يحل علينا المصاب الجلل نتذكر هذا الشهم الكريم وندعو الله أن يرحمه بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان.