سيأتي ميسي ورفاقه إلى الرياض، وستسنح لنا فرصة تقديم أنفسنا إلى العالم مرة أخرى من زاوية الرياضة؛ فالنجم الأرجنتيني الصغير والخجول هو نجمها الأول في العالم، ومصدر الإلهام لمراهقي الكرة الأرضية من اليابان وحتى أميركا، وحتما ستتابعه صحافة العالم وسيترصده جيش من العدسات وعشرات من "ملاقيف الباباراتزي" الذين سيحاولون التركيز على كل حركاته، وسكناته، والمواقف التي سيصادفها، وانطباعاته الأولية، وحتما سيرسخ ذلك في ذاكرة العالم، ستعبر ـ خلال أربع وعشرين ساعة ـ أخبارنا الكون، وحتما سيكون بين مرافقي المنتخب الأرجنتيني من الإعلاميين من يبحث عن قصة تتسق مع الصورة الانطباعية المسبقة الخاطئة عن السعودية والسعوديين، ليربطها بالنجم الزائر ورفاقه، فقد مضى زمن طويل منذ أن زارنا ضيف رياضي بهذا الحجم والمكانة. ولو كنت أملك من أمر تنسيق الزيارة شيئا لوضعت في جدولها أنشطة ذات طابع خيري وإنساني مرتبط بالطفولة، لأنه لا يستطيع رفض مثل هذا النوع من العمل، لأنه ـ وببساطة ـ اعتاد فعله في كل مكان زاره، وكل بقعة وطئها، وبعيدا عن الاستعراضات والشكليات البروتوكولية التي ستحاصر الضيوف المعتادين على كل التفاصيل التي من الممكن توفيرها لهم من رفاهية واحتفاء.
من الضروري والمهم أن نترك لديهم انطباعا عميقا وودودا إنساني النزعة، حتى ينقلوه إلى أصقاع المعمورة التي يلعبون في فرقها، فنحن نخوض منذ أكثر من عقد من الزمان معركة تقديم مجتمعنا إلى الدنيا، وهذه فرصة جيدة، تأتي في إطار روح ودية وسياق رياضي عالمي، وحتما سيهتم الكثيرون عالميا بكل التفاصيل والنمائم والإشاعات والحقائق؛ لذا من المهم الانتباه لكل تلك الجزئيات التي ستلتصق بالوعي، وستبقى أكثر مما نتوقع.
سيجامل ميسي مضيفيه وسيلبس "الشماغ" والثوب الأبيض، كما سيحرص على التقاط الصور التذكارية في الصحراء على "الطعوس" ومع سفنها، لكن هل سيكون ذلك كل شيء، أم إن لنا صورا أخرى نريد لها أن تكون خالدة في ذاكرته التي ستستنطقها صحافة الشرق والغرب؟