أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، خلال الاجتماع الخليجي الأوروبي في لكسمبورج أول من أمس، أن اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وتزويد المدنيين العزل بما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم، آليتان ضروريتان، إذا استمر نظام الأسد في استخدام سياسة العنف ضد شعبه.
وفيما تجاهل الرئيس السوري بشار الأسد في اجتماع له أمس مع الحكومة الجديدة، جرائم الإبادة التي يتعرض لها شعبه على يد قواته، متحدثا عن العلاقات الاقتصادية الدولية لسورية؛ توعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان سورية بالرد على إسقاط طائرة تركية يوم الجمعة الماضي، مؤكدا أن بلاده ستدعم السوريين حتى سقوط نظام "الدكتاتور الدموي وزمرته".
وفي بروكسل اعتبر حلف شمال الأطلسي إسقاط الطائرة "عملا غير مقبول"، لكنه لا يمثل تهديدا يستدعي التدخل العسكري، وتزامن ذلك مع إعلان الأمم المتحدة باستمرار تعليق عمل بعثتها في سورية.
أكد وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي الأمير سعود الفيصل، أنه لا مناص من اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بجهد دولي، إذا استمر النظام السوري في تماديه باستخدام سياسة العنف والتنكيل ضد شعبه. وأضاف في بيان عقب اجتماع الوزراء السنوي الـ 22 بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون في لكسمبورج أول من أمس، أن تصدر الأزمة السورية للاجتماع كان نتيجة حتمية لاستمرار الجرائم الإنسانية البشعة وآلة القتل المدمرة التي يستخدمها نظام سورية ضد شعبه في حرب شعواء تجاوزت كل المعايير الأخلاقية والإنسانية، وباتت تتطلب جهدا أكبر يلزم النظام السوري بالوقف الفوري لإطلاق النار، والتطبيق الكامل لخطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية (كوفي عنان) لحل الأزمة. وشدد على أنه "إذا ما استمر النظام السوري في تماديه باستخدام سياسة العنف والتنكيل فلا مناص حينئذ سوى اللجوء إلى الفصل السابع من الميثاق، وفي جهد جماعي دولي". وتابع "الموضوع الآخر المتعلق بالأزمة السورية، يتمثل في استمرار تدفق السلاح على النظام السوري، الذي يمنحه رخصة ضمنية للتمادي في أعماله الوحشية، دون أي رادع دولي فعَال، الأمر الذي بات يحتم علينا أخلاقيا عدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام الضحايا من الشعب السوري الأعزل، والعمل نحو بذل كل جهد ممكن لتزويدهم بكل ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم وحماية أطفالهم وأسرهم أمام الاستخدام المفرط والأعمى للقوة".
وحول القضايا السياسية الأخرى، نوه وزير الخارجية بجهود مجموعة (3+3) أو مجموعة (5+1) لحل أزمة الملف النووي الإيراني سلميا، وبما يكفل حقها وحق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها. وأعرب عن استيائه لعدم استجابة إيران لهذه الجهود ومحاولة الالتفاف عليها، مع التأكيد على أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. كما عبر وزير الخارجية عن رفض مجلس التعاون استمرار التدخلات الإيرانية بالشؤون الداخلية لدول المجلس، ورفض استمرارها لاحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، وكل محاولاتها لفرض سياسة الأمر الواقع عليها.
ووجه الفيصل الشكر للدول الأوروبية التي شاركت في اجتماع أصدقاء اليمن الذي استضافته المملكة مؤخرا، معبرا عن أمله في استمرار هذا الدعم خلال مؤتمر المانحين لليمن المزمع استضافته بالمملكة، في القريب العاجل.
وحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قال "الجمود الذي تشهده عملية السلام لا يصب في مصلحة الجهود الرامية لإيجاد حل عادل وشامل ودائم للنزاع، وتتحمل إسرائيل مسؤولية الجمود نتيجة استمرارها في سياستها غير المشروعة والأحادية الجانب وتكثيف برامجها الاستيطانية في الأراضي المحتلة". واستطرد "لذلك نرى أهمية تطبيق قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مارس الماضي بتشكيل بعثة مستقلة لتقصي الحقائق بشأن تداعيات المستوطنات الإسرائيلية على الحقوق المدنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب الفلسطيني". وأكد أنه في الوقت ذاته لا يمكن الوصول لحل للنزاع بمعزل عن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية لحدود 67، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة.
من جانبها، قدمت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي رئيسة الجانب الأوروبي في الاجتماع كاثرين أشتون، تعازيها وتعازي الاتحاد الأوروبي في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله. وأكدت خلال الاجتماع أن علاقات الاتحاد الأوروبي مع دول الخليج في غاية الأهمية وأن الاتحاد الأوروبي يحرص على تطويرها. وأشارت إلى أن الطرفين الأوروبي والخليجي قررا اتخاذ خطوات إضافية للأمام وتكليف مسؤولين كبار من الجانبين لوضع خطط محددة ورسم خريطة طريق لجعل الشراكة الثنائية أكثر إستراتيجية وأكثر ديناميكية وفعالية. وأكدت تطابق وجهات النظر الأوروبية الخليجية بشأن عدد من المسائل الدولية والإقليمية، وأن الطرفين استعرضا الموقف في سورية والبرنامج النووي الإيراني وعملية السلام في الشرق الأوسط وقضايا أخرى.