استغل العديد من أهالي وأولياء أمور الطالبات في المجمع التعليمي للبنات في قرية "رُجال" التراثية بمحافظة رجال ألمع بداية الإجازة الصيفية، للمطالبة بفصل مراحل التعليم للبنات، نظراً لازدحام الفصول الدراسية إذ يضم المجمع أكثر من 350 طالبة في جميع المراحل التعليمية يتلقين تعليمهن في دور واحد.
وفي هذا السياق، يقول علي محمد دهل، ولي أمر طالبة تدرس في هذا المجمع: معاناة الطالبات تكمن في تزاحمهن في فصولهن بسبب تجميع المراحل التعليمية الثلاث في مجمع واحد. وأشار إلى أن فكرة المجمعات التعليمية خاطئة جدًا من الناحيتين التربوية والعلمية، مطالباً مدير التربية والتعليم بالعمل على فصل مراحل التعليم عن بعضها، واستئجار مبان مؤقتة لهذه المراحل، ريثما يتم إنشاء مبان لهذه المدارس.
فيما بين المواطن حسين محمد قاسم أن ابنته تدرس في الصف الأول المتوسط وأن عدد طالبات هذا الصف 49 ومعاناتها وزميلاتها معاناة كبيرة نتيجة التزاحم في الفصول، مؤكداً أنهم كأولياء أمور للطالبات اللاتي يدرسن في هذا المجمع على تواصل مع مديرة المدرستين الثانوية والمتوسطة ومع وكيلتيها، لكنهما لا يملكان شيئًا لإنهاء هذه المعاناة، على الرغم من أنهما قدمتا جميع إمكاناتهما. وطالب قاسم وزارة التربية بإنشاء مدرسة متوسطة للبنات في قرية "البتيلة" حتى يتم تخفيف الزحام، وفصل هذه المراحل الثلاث عن بعضها واستئجار مبان لهذه المدارس.
واتفق معه مواطن آخر لم يذكر اسمه قائلا إن ابنته تدرس في الصف الثالث المتوسط الذي يبلغ عدد طالباته 46 طالبة، وهذا العدد يعيق المسار التربوي والتعليمي، ويجعل ابنته وزميلاتها بمعزل عن الخدمات والأنشطة التعليمية المساندة للمقرر الدراسي، مطالباً المسؤولين باستغلال الإجازة الصيفية لفصل هذه المراحل، واستئجار مبان وتخفيف الزحام في الفصول الدراسية بالمجمع.
بدورها بينت مديرة الثانوية والمتوسطة في المجمع زهرة النعمي في آخر خطاب بعثت به لمدير التربية والتعليم- تحتفظ "الوطن" بنسخة منه- أن عدد الطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية بلغ 350 طالبة منتظمة، و23 طالبة منازل في دور واحد فقط، ولا توجد ساحة لاصطفاف الطالبات، ولا مصلى، أو تدبير منزلي، أو مقصف، أو حضانة أطفال.
وأشارت إلى أن عدد طالبات الفصل الأول المتوسط يبلغ 46 طالبة في مساحة 5X7 متر، والصف الثالث المتوسط بنفس المساحة ويضم 48 طالبة. وقالت إنهن وكافة منسوبات المرحلتين يعملن على الحفاظ على سلامة هؤلاء الطالبات من شدة التزاحم في هذا المبنى، الذي يفتقد الخدمات التعليمية. وطالبت النعمي بفصل هذه المراحل التعليمية عن بعضها، واستئجار مبان لهذه المدارس.
إلى ذلك، قال مدير التربية والتعليم في محافظة رجال ألمع علي بن عوضة آل قطمة لـ"الوطن" أمس، إنه تم تشكيل لجنة لدراسة تزاحم الطالبات في المجمع التعليمي في قرية "رُجال" لإيجاد الحلول المناسبة والتي ستطبق فور انتهاء اللجنة من من عملها، وستحل هذه الإشكالية مع بداية العام الدراسي القادم.
