شهد مزاد فلل الرصيفة بمكة المكرمة عزوفا ملحوظا لكبار العقاريين بالعاصمة المقدسة أرجعه عضو اللجنة العقارية بالغرفة التجارية بمكة المكرمة يوسف الأحمدي، إلى الفقاعة الاقتصادية التي أحدثها المزاد والمضاربات غير الحقيقية في الأسعار والتضخم فيها دون استناد على القيمة الحقيقية لأصول فلل الإسكان غير المكتمل.
وشهد المزاد في يومه الثالث مضاربات كبار العقاريين والمستثمرين على الفلل الواقعة على الشارع الرئيسي المطل على طريق الشوقية، ووصلت أسعار بعض الفلل لأكثر من مليوني ريال، بسبب حرص هوامير العقار على الاستحواذ على الفلل التي على الشارع الرئيسي.
ولاحظت " الوطن " من خلال وجودها بالمزاد، انحصار المزاد على طاولات محددة يوجد بها عدد من رجال الأعمال من خارج العاصمة المقدسة، الذين شكلوا تحالفات عقارية للسيطرة على الفلل المطروحة للبيع.
وكان المزاد في يومه الثاني شهد حضورا أقل من اليوم الأول بنسبة تصل إلى 30% لابتعاد المواطنين ذوي الدخل المحدود عن الدخول في المزاد بعد إدراكهم لوجود تحالفات ومضاربات غير حقيقية لرفع الأسعار، الأمر الذي دفع المحرج إلى البدء بسعر مليون ريال للفيلا، ثم المزايدة بعد ذلك على الفلل التي انحصرت بين طاولتين فقط، في حين التزم الآخرون على الطاولات الأخرى الصمت، وكان المزاد في اليومين الأولين محصورا على الفلل الخلفية والمتركزة في الناحية الجنوبية والغربية، وتراوحت أسعار الفلل الواقعة على شارع واحد بعرض 15 مترا ما بين 1,2 مليون و1,25 مليون ريال، في حين تراوحت أسعار الفلل التي تقع على زاوية وشارعين ما بين 1,4 مليون و1,45 مليون ريال.
من جهة أخرى أكد عدد من العقاريين أن أسعار الفلل قريبة من الأسعار الحقيقية، وأرجعوا ذلك لعدة أسباب، حيث أكد المدير الإقليمي لشركة بصمة العقارية ثامر الضبيبان، أن الأسعار قريبة من الواقع لأن أسعار العقارات في مكة شهدت ارتفاعا كبيرا في السنوات الثلاثة الأخيرة، إذ وصل سعر المتر إلى أكثر من 5 آلاف ريال في بعض المواقع في أطراف مكة المكرمة.
وأوضح أن هذه الفلل صممت في الأساس قبل 25 عاما لتوزع على ذوي الدخل المحدود من سكان مكة المكرمة، وكان من المفترض توزيعها عليهم أسوة بالمرحلة الأولى لإسكان حي الملك فهد، لافتا إلى أنه كان من الممكن رفع القرض على المواطن المستفيد من الفلل إلى 1,2 مليون ريال بدلا من بيعها في مزاد علني، مشيرا إلى وجود مضاربات كبيرة بين هوامير العقار رفعت أسعارها وحرمت ذوي الدخل المحدود من الاستفادة منها.
وفي سياق متصل أكد رئيس مركز حي إسكان الملك فهد الدكتور نجم الدين الأنديجاني، أن المزاد رفع الأسعار في جميع أحياء مكة المكرمة عامة وحي الإسكان على وجه الخصوص، فالفيلا التي كانت مشطبة ومكونة من طابقين بـ 1,7 ريال الآن قفزت إلى 2,5 مليون ريال بفارق 800 ألف ريال بسبب المزاد، مؤكدا بأن هناك فلل بمساحات أكبر ومشطبة بالكامل بأحياء أخرى من مكة كالشرائع والسبهاني والنوارية تصل قيمتها لـ 1,5 مليون ريال.
ولفت إلى أن محتكري فلل الإسكان غير المكتمل سيعطلون إحياء الحي وسكنه لعدة شهور أو سنوات لأن هدفهم ربحي؛ بحيث يعيد المستثمر بيع الفيلا من جديد بزيادة تتراوح ما بين 200-300 ألف ريال ولو استطاع بيع 4 فلل سيحقق ربحاً يزيد عن المليون ريال.
وأضاف العقاري فهد السويهري، أن أسعار الفلل شهدت بعض المبالغة بسبب الاحتكار من قبل بعض العقاريين بالمزاد والسيطرة عليه، ويرى أن السعر المعقول للفيلا الواحدة في حدود المليون ريال.