ينطلق غدا المؤتمر الدولي للطفولة المبكرة الذي تنظمه جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تحت عنوان (طفولة آمنة.. مستقبل واعد)، ووطننا يمر بمرحلة مهمة من التطور والتجدد الاقتصادي مبني على زيادة نسبة ما يعرف بالاقتصاد المعرفي الذي يعتمد على ما ينتجه العقل البشري المواطن من علم وابتكار ومخرجات صناعية وتجارية، وهي المرحلة التي راعت أهمية التركيز على التعليم بكافة مراحله واضعة في عين الاعتبار موازنة دقيقة بين المراحل العمرية والعلوم المختلفة الشرعية منها والعلمية.
المؤتمر الذي تنظمه الجامعة التي بنيت تحديدا لبنات هذا الوطن هي الأقدر على التعاطي مع شأن الطفل والطفولة على اعتبار أن المرأة هي المنوطة أساسا بتنشئة الطفل تنشئة صالحة وصحية ترتكز على الفهم والعاطفة التي وهبها الله إياها وبالتالي تربية رجال ونساء المستقبل بالطريقة التي تكفل بعون الله انخراطهم في المجتمع كمواطنين صالحين ومنتجين.
من أهم إشكاليات الطفولة في هذا العصر هي الحقوق التي يحظى بها في التشريعات المختلفة والتي ولله الحمد كفلها ديننا الحنيف منذ أكثر من ألف وأربعمئة سنة، وذلك عبر الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تناولت موضوع حقوق الطفل من مرحلة ما قبل الولادة انتهاء بمرحلة البلوغ.
الورقة التي ستقدمها الدكتورة منيرة بنت عبدالله القاسم تحت عنوان: (حقوق الطفل في الإسلام) ستبين أن الطفل في أي مكان من العالم لن يجد تشريعا يضمن له حقوقه كاملة مجتمعة على النحو الذي جاءت به شريعة الإسلام التي تعرف دواعي الفطرة السليمة وتحقق مطالبها، وتحرص كل الحرص على إعطاء كل ذي حق حقه من أجل طفولة سعيدة وشخصية متوازنة، وتكوين مجتمع متماسك منسجم متطور.
كما سيتناول المؤتمر العديد من المواضيع المهمة والمتعلقة بتربية الأطفال عالميا بشكل عام وفي المملكة بشكل خاص بما فيها الاستراتيجية الوطنية للطفولة والتي ارتكزت رؤيتها على توفير بيئة آمنة تضمن النمو السليم والتنشئة الصالحة والوقاية الفعالة والحماية الشاملة، إضافة لموضوع برامج التثقيف والتدريب الوالدي التابع لبرنامج الأميرة العنود للتربية الفعالة، إضافة لموضوع التدخل المبكر للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من المواضيع.
لا شك في أن هناك تجاهلا من بعض الأوساط الاجتماعية المحلية يبد أنه من دون قصد حول أهمية التركيز على تربية الأطفال في المراحل المبكرة وهو التجاهل الناتج عن موروثات اجتماعية لم تضع في عين الاعتبار متغيرات الزمان والمكان، في وقت أثبتت التجارب أن الطفل الذي يخضع لتربية صحيحة ومتوازنة روحيا وعلميا سيكبر ليكون أكثر تأثيرا وتفاعلا في المجتمع، وهو الأمر الذي يجب التركيز عليه في هذا العصر المادي، فالطفولة الآمنة لا شك في أنها ستنتج لنا مستقبلا واعدا لنا ولهم وللأجيال القادمة.