مع انفجار صهريج الغاز في الرياض انفجرت الانتقادات في وجه التلفزيون السعودي الرسمي بجميع قنواته؛ استغراباً واستنكاراً وشجباً لتخاذله الأفزع في تغطية هذا الحدث المفزع!

أما ناقد هذه النشرة/ ناشر هذه النقدة فيستغرب هذا الهجوم الكاسح على تلفزيوننا وكأنها المرة الأولى التي يتخاذل فيها عن تغطية حدث جلل، ويستنكر تحميله ما لا يحتمل من الجدية والاحترافية وهو البيئة الطاردة لكل من تسول له نفسه بهذه "الممنوعات"، من الكوادر الشبابية أو الخبرات المعتقة، حتى جعله بعض المسؤولين الأبعض استراحة خاصة له يستقبل فيها من يحبه ويمنع من لا يعجبه! وصرنا ـ وعلى عينك يا "مواااطٍ" ـ نناقش مختلف قضايانا الوطنية في كل القنوات "المحترفة" ونمنع من ذلك في الجهاز الذي يفترض أن يكون صوت المجمتع وضمير المسؤول: ففي كارثة "جدة" الثانية ـ يوم الأربعاء الشهيرـ كنت من الرياض، على الهواء مباشرة مع الزميلين/ "خلف الحربي"، و"علي العلياني" من "دبي" نناقش الحدث، وتحاول "روتانا خليجية" نقل الأخبار والاتصال بالمسؤولين عبر مراسليها، والتواصل مع شهود العيان بمختلف الوسائط، وانتقدنا التلفزيون السعودي وقلنا: إنه يجب ألا يكتفي بنقل التقارير والتصريحات المعلبة في "مسلسلات الأخبار"، بل لا بد أن يشكل غرفة طوارئ لتوجيه العالقين والمنكوبين إلى مخارج آمنة، ومساعدة الدفاع المدني والهلال الأحمر في القيام بواجبهم! وبعد نهاية الحلقة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الزميل/ "نعيم حكيم" ـ المحرر الفني بالزميلة "الشرق"ـ يخبرني أنه ضمن العالقين من الصباح..فين فين؟ "أأنى التهيهيوون"! ماني سامع يا "نعيم"؟ في مبنى التلفزيون نفسه والله العظيم! وفتحت أعجوبتنا العظيمة وإذا بها تعرض أنشودة "النغري النغري النغري ياهوووه" في برنامج "الزمن الجميل"!

ألا يحق لنا بعد هذا أن نشجب الضرب في ميت دماغياً منذ موووبطي؟ ونصحح الخطأ الشائع في تسمية وسائل الإعلام الحديثة من "تويتر وفيسبوك ويوتيوب" بـ"الإعلام البديل"، بينما الإعلام الغائب ـ وإن حضر حضر متأخراً ـ هو المبدل منه؟!

بل ونعلن عدم تفاؤلنا بـ"هيئة الإذاعة والتلفزيون"؛ ما لم تكف عن ملاحقة "النغري النغري النغري يا هووه" فوراً!!