راشد النصار


وَأخيراً، انتهى دور الثمانية، وَانتهتْ مَعَهُ مسيرةُ ضيوفِ الشّرف. بَقيَ من يستحقّ البقاء، ولا أظنّ أن المفاجآتِ حَضَرتْ في الأربعةِ الكبار، فالبُرتغال وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا هي المنتخباتُ التي أظهَرَتْ مستوىً يَشفعُ لها التواجُد في مرحلةِ ما قَبْلَ النهائي. مبارياتُ رُبعِ النهائيّ شَهِدتْ جَميعُها إثارةً تليقُ بها، عدَا أولّ اللقاءاتِ التي جمعت برازيل أوروبا بمنتخب التشيك، حينَ أحبطنا الأخيرُ بأداءٍ مُخجِل تماماً في شوطٍ ثانٍ كانَ للنسيان لتشيك ورفاقه.ألمانيا واليونان، مُباراةٌ حَضرَ فيها حِسّ لوف التدريبي المُغامِر – والحذر في الوقت ذاتِه -، حينما زجّ بالأسماء الشابة كريوس وشورله، إضافةً للبدءِ بالمخضرم ميروسلاف كلوزه.

عَلِمَ لوف بحِنْكَتِه أنّ هذا اللقاء هوَ فُرصةٌ لا تعوّض للتجهيزِ لمراحلَ قادِمة، وهذا ما نَجَحَ بِهِ، وما سنراهُ حاضراً أمامَ إيطاليا.

أما إسبانيا وفرنسا، فكانتْ كذلك فُرصةً للثيران لكي "يَنتفوا" ريشَ الديوك، انتقاماً مِن التاريخ للتاريخ، وهذا ما نَجَحَ بِهِ اللاعبُ الماسي تشابي ألونسو، الجوهرةُ الثمينة، والقيمةُ الثابِتة في تشكيلةِ اللا روخا، ليصْعَدَ ببلادِهِ إلى ديربي أيبيريا، في نصفِ نهائيّ مثيرٍ وحاسمٍ.

إيطاليا وإنجلترا، تحتاجان منّي الكثيرَ والكثير للحديثِ عنهما.. منذُ تحديدِ الطرفين لهذه المباراة وأنا أعلمُ أنّها لنْ تكونَ مُجرّدَ لقاءٍ آخر، وهذا ما حصل فعلاً.. إيطاليا بروحٍ برازيلية، وإنجلترا بروحٍ إيطالية! قُلِبَت الحِسابات، وهاجمَ الطليان، وفاز بوفون وبيرلو، وخرَجَ الأسودُ الثلاثة، بركلةٍ ضائعةٍ من اللاعب رقم ثلاثة!

الحديثُ عن لقاءاتِ نصفِ النهائي سيكونُ غداً، إن شاء الله، لكن اسمحوا لي أنْ أُسجّل إعجابي ببرانديلي، وبعظمةِ الكرةِ الإيطالية.. فورزا إيطاليا!

"صَوْصَوَة"

- مرسي يقول إنّ يورو 2012 هو سببُ رفعِ أسعار السجائر، ولا أعلم ماذا يقصد.

- بالوتيلي يحتاجُ لعلاجٍ سلوكيّ، وَجُرعة نُضج، ومكينة نجزّ بها شعرهُ!

- بيرلو، أندريا بيرلو، لنْ أندمَ يوماً أنني تابعتُك، بلْ سأبكيكَ إنْ رَحلت.. أنتَ فنانٌ لدرجةِ الوقاحة يا أخي!

- مُرسي يتوقعُ نهائي 2008 مرّة أخرى، ويرشّح ألمانيا.