عبدالرحمن محمد السدحان
بالأمس القريب، شاركتنا دول العالم، قاصيه ودانيه، الحزنَ والأسَى لرحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود إلى دار النعيم، طيب الله ثراه وأكرم مثواه، بعد حياة طويلة حافلة بجليل الأعمال، كرّس معظمها لخدمة أمن هذه البلاد الطاهرة واستقرارها. وكان فقدُه، رحمه الله، فاجعاً، ليس لبلادنا فحسب، قيادةً وحكومة وشعباً، ولكن لكل أنصار الأمن والعدل والسلام في كل مكان.. تلك القيم السامية التي نذر الفقيدُ الكبيُر نفسه لخدمتها والدفاع عنها حتَّى آخر لحظة!
ثم جاء القَرارُ العاقلُ والعادلُ والحاسمُ لأبي متعب، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أيده الله، باختيار أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع، ليكون بإذن الله، خيَر خلفٍ لخير سلف! وهو القَرارُ الذي رحبت به كل الأطياف، رسمية ودولية وشعبية، لما لسموه الكريم من مقام رفيع ورصيد بليغ من الإنجاز في خدمة هذه البلاد منذ أكثر من نصف قرن.
وبعد، فسأكرس ما بقي من هذا الحديث لنثر بعض المشاعر الشخصية الصادقة احتفاء وتهنئة بتنصيب سيدي الأمير سلمان ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء إلى جانب حقيبة وزارة الدفاع، وتلك مهام ثقيلة إلاّ لمنْ كانت له سماتُ وقدراتُ أبي فهد سلمان العزم والحزم والوفاء. وأستأذن سموه، أيده الله، ببثَّ بعض الأحاسيسِ المؤمنةِ الصادقةِ بين يَديْه في هذه المناسبة الوطنية الفريدة، فأقول:
لا أدري يا سيدي سلمان بِمَ أهنئكم بما نِلتُم استحقَاقاً وتشْريفاً.
أبالثقةِ الملكية الغاليةِ بتسلُّمكم مقاليدَ ولايةِ العهد لهذا الكيان الغالي!
أمْ بالمنصبِ الرفيِع الذي وُلَّيتُم إيّاه، وأنتُم أهلٌ له.
أم بحُبَّ الملايين لكم في بلادنا وخارجها.
أم بكلَّ ما ذُكِر أعلاه وسِواه أجمعين!
لقد جاء تعيينُكم في هذا الموقِعِ الرفيعِ ولياً لعهدِ سيّدِ هذا الكيان الغالي خَادمِ البيْتيْن، ليَردُمَ جُزْءاً من فراغ اللوعة والفراق، ويجْبَر شيئاً من المصَاب الأليمِ، وفي ذات الآن، يكَّرسُ استحقاقَ ثقةِ ولايةِ العهد لمَنْ هو أهلٌ لها.
سيدي.. إنّ لكم من الحكمةِ والخبرةِ وسدادِ الرأي ما يدركُه القاصي قبل الدَّاني في هذه البلاد وسِوَاها، وتَاريخُكم يزْخُر بصَحائِف الإنجازِ المشرَّف، وهو شَاهدٌ أمين على ذلك.
وآخر دعائي في هذا المقام أن يحفظَكم الله ويسدَّدَ خطاكم، وأن يمدَّكم بالأزرِ والتوفيقِ، ويكونَ لكم نعمَ العونِ ونعمَ الرفيقِ.