دخل الدكتور، محمد مرسي، تاريخ مصر من أوسع أبوابه، فهو أول رئيس مدني يدخل القصر الرئاسي من خلال انتخابات رئاسية مباشرة لم تعهدها البلاد من قبل، حيث اعتاد رؤساؤها الدخول إلى قصور الرئاسة من خلال بوابة الاستفتاءات التي غالبا ما تكون نتائجها معروفة سلفا، كما أنه أول عضو بجماعة الإخوان المسلمين يصل إلى منصب الرئيس منذ تأسيسها على يد حسن البنا في مارس 1928. وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار فاروق سلطان في مؤتمر صحفي أمس فوز المرشح الإخواني بعد أن حصل على 13 مليونا و203 آلاف و131 صوتا بنسبة 52% بينما حصل شفيق على 12 مليونا و347 ألفا و380 صوتا بنسبة 48%. وفور إعلان فوز مرسي انطلقت الاحتفالات في ميدان التحرير حيث يتجمَّع الآلاف من أنصاره.
ولد مرسى بقرية العدوة بمحافظة الشرقية وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة عام 1975 بامتياز مع مرتبة الشرف، وحصل على ماجستير ودكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982. وعمل معيدا ومساعد تدريس بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومساعد تدريس بجامعة جنوب كاليفورنيا. وانضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1979 وترشح لانتخابات مجلس الشعب 1995 وانتخابات 2000 عندما فاز وأصبح المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للجماعة، كما نجح في الانتخابات البرلمانية عام 2005، وحصل على لقب أفضل برلماني في العالم لذلك العام، وشارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير مع محمد البرادعي عام 2010. وبعد تأسيس حزب "الحرية والعدالة" عقب ثورة 25 يناير انتخب رئيسا للحزب. وعقب إعلان الجماعة مشاركتها في الانتخابات الرئاسية بعد صدامها مع المجلس العسكري واختيار نائب المرشد خيرت الشاطر، قرر الحزب في السابع من أبريل الدفع بمرسي مرشحا احتياطيا كإجراء احترازي خوفا من احتمال وجود معوقات قانونية تمنع ترشح الشاطر، وهو ما حدث لاحقا ليصبح مرسي هو المرشح الرسمي للإخوان.
وكان لمشروع النهضة الذي تبناه أثر كبير في التفاف البعض حوله، إضافة إلى تركيزه على تطبيق الشريعة الإسلامية، وهو ما جعل منه مرشحا إسلاميا صريحا، ورغم دعم معظم السلفيين للمرشح أبو الفتوح في الجولة الأولى من الانتخابات، إلا أن مرسي استطاع أن يحافظ على الصدارة وأعقبه الفريق أحمد شفيق وهو ما جعل جولة الإعادة تقتصر عليهما، حيث تمكن مرسي من جمع القوى الإسلامية حوله وخاصة القوى السلفية التي كانت تؤيد أبو الفتوح، إضافة إلى العديد من القوى الثورية مثل 6 أبريل وتحالف ثوار مصر واتحاد الثورة، باعتباره مرشح الثورة الأوحد في جولة الإعادة، ورغم حشد الحزب الوطني للمواطنين ضده بكل قوة، إضافة للأقباط الذين يعتبرون كتلة تصويتية كبيرة، إلا أن مرسي حافظ على تقدمه وتصدره للمشهد الانتخابي وتوَّج جهده بدخول القصر الرئاسي محمولا على أكتاف مناصريه.