أجمع عدد من الخبراء المصريين على ضرورة أن يبدأ الرئيس المصري الجديد الدكتور محمد مرسي، بمصالحة شاملة مع كافة التيارات والطوائف في مصر، محذرين إياه من البراجماتية الإخوانية وسياسة الاستحواذ.

وأكد نقيب الصحفيين السابق مكرم محمد أحمد أن فوز مرسي بكرسي الرئاسة يستوجب عليه أن يكون رئيساً لكل المصريين وأن ينسى تهديداته التي أطلقها تجاه البعض. وأضاف "على جماعة الإخوان أن تعي أن الكرة أصبحت في ملعبها وعليها أن تعترف بالشرعية القانونية لحل مجلس الشعب والإعلان الدستوري المكمل وألا تستعدي المجلس العسكري". ولفت إلى أن "محاولات التصادم مع المجلس العسكري يمكن أن تستمر من الجماعة، كما ترد بقوة احتمالات إنشاء محاكم استثنائية ثورية لا تقوم على الأدلة الثابتة لكن على الشبهات، وهو ما يعني صورة من صور الفوضى وعدم احترام القضاء، كما أن محاولات الجماعة إعادة هيكلة مؤسسات الدولة بما فيها وزارة الداخلية ستكون ثاني الاحتمالات القوية لتصرفهم بعد فوز مرسي، وهو ما سينذر بتصادم مع المجتمع وينذر باستمرار عدم الاستقرار".

وعلى صعيد عملية السلام مع إسرائيل قال إن "قضية السلام مع إسرائيل تمثل ركناً أساسياً في تثبيت الاستقرار الضروري للتنمية، وهو ما يتعارض مع آراء الجماعة والتي سبقت أن عرضت فتح الحدود مع غزة، وهو خطر إستراتيجي يمكن أن يقعوا فيه، لأن الضغوط الإسرائيلية على القطاع تستهدف التخلص من كثافته السكانية وتصديرها لسيناء، وهو غرض إسرائيلي أفصحت عنه أكثر من مرة على لسان مسؤوليها مما يهدد سيادة الأراضي المصرية".

من جهته، قال الفقيه القانوني محمود قريشي إن مرسي يواجه تحديات كبيرة على الصعيد الداخلي، أهمها البدء في إجراء مصالحة داخلية، خاصة أن نسبة نجاحه تزيد عن نصف عدد الناخبين بنحو 1.5%، وذلك بعد حصوله على 51.73% والدخول في شراكة مع باقي القوى السياسية، وهو ما أعتقد أنه سيتمثل في تشكيله لحكومة تجمع بين التكنوقراط وأصحاب التوجهات السياسية بشرط مراعاة الكفاءة، والثاني تغيير مفهوم منظومة الأمن في مصر من خلال تبني منظومة جديدة تقوم على العدل والاستقرار وروح القانون بما يضمن استعادة استقرار الأمن في مصر، والثالث مواجهة ملف تدهور الاقتصاد، خاصة أن الاقتصاد المصري عانى من نزيف شديد منذ اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير".

أما نائب رئيس حزب الغد عارف الدسوقي، فقال إن المصالحة مع الذات والانتقال إلى مصالحة شاملة مع الكل وأن يمد يده للجميع من أهم الملفات التي يجب أن يهتم بها الرئيس مرسي مع إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية.

وفي المقابل، أكد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب المنحل، عضو حزب الحرية والعدالة صبري عامر، لـ "الوطن"، أن "مرسي سيفي بما تعهد به من وجود مؤسسة رئاسية ومستشارين رئاسيين من كافة التيارات والطوائف، بما في ذلك الأقباط، بما يضمن تحقيق مصالحة شاملة بين كافة تيارات الشعب المصري وبين كافة المؤسسات بما في ذلك المؤسسة العسكرية ومؤسسة الشرطة ومؤسسة القضاء".