طلبت تركيا من حلف شمال الأطلسي "الناتو" عقد اجتماع عاجل لبحث إسقاط الدفاعات السورية لطائرة تركية، فيما قتل 34 شخصا في سورية أمس بينهم 18 من القوات النظامية. وقرر حلف شمال الأطلسي عقد اجتماع عاجل غدا في بروكسل بناء على طلب تركيا بعد إسقاط الدفاعات السورية طائرة تركية الجمعة الماضية في البحر المتوسط.

واتهمت تركيا أمس سورية بإسقاط طائرتها المقاتلة التي كانت في مهمة تدريب من دون سلاح في المجال الجوي الدولي وليس كما أكدت دمشق في المجال السوري. كما حذرت تركيا دمشق على لسان وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو من تحدي الجيش التركي. وقال أوغلو عبر محطة "تي آر تي" التركية: "ليس مسموحا لأحد أن يتجرأ على تحدي القدرات العسكرية لتركيا.. لا يمكن لأحد أن يهدد أمن تركيا"، مشيرا إلى أن الطائرة التركية أسقطت "في الأجواء الدولية على بعد 13 ميلا بحريا عن سورية". وعلى الرغم من أن أوغلو اعترف بأن الطائرة دخلت لفترة وجيزة المجال الجوي السوري، لكنه أوضح أنه "لم تصدر أي إشارة عدوانية تجاه سورية"، وأن "السوريين كانوا يعرفون أنها طائرة حربية تركية وطبيعة مهمتها".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي وصف في حديث صحفي ما حصل بأنه "كان حادثا وليس اعتداء كما يحلو للبعض تسميته"، معتبرا أن الطائرة التركية "أسقطت ضمن الأجواء الإقليمية السورية". ومن جهته أدان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان قيام سورية بإسقاط الطائرة التركية. وقال إن "هذا التصرف المثير للغضب يؤكد المدى غير المقبول" لتصرفات النظام السوري و"أنا أدينه بشدة". وشدد على أن "نظام الأسد يجب ألا يعتقد أن بإمكانه التصرف من دون حصانة. وسيتحمل مسؤولية ما قام به".

وجدد رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي دعوته إلى أن يفرض مجلس الأمن الدولي منطقة حظر جوي فوق سورية ويشدد عقوباته على النظام السوري وكبار مسؤوليه، بحسب ما أفاد مصدر رسمي.

ميدانيا أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن 16 من القوات النظامية قتلوا فجر أمس في "اشتباكات حصلت عند كتيبة الصواريخ في بلدة دارة عزة بين الكتائب الثائرة والقوات النظامية ومع حاجز للقوات النظامية في محيط بلدة الأتارب وحاجز للقوات النظامية في قرية كفر حلب. كما قتل جندي على طريق قسطون أريحا في محافظة إدلب حيث يشهد محيط مدينة أريحا اشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضين، وآخر في مدينة دير الزور.

وقامت "كتيبة النور من الكتائب الثائرة" بمهاجمة مخزن للسلاح في منطقة النبك في ريف دمشق حيث أسرت 11 من الجنود النظاميين، وأعلنت "قتل وأسر كل من كانوا في الموقع، بالإضافة إلى الاستيلاء على السلاح والانسحاب من دون إصابات"، بحسب المرصد.

وذكر المرصد أن ثلاثة مقاتلين معارضين قتلوا في محافظة حمص إثر اشتباكات على أطراف حي بابا عمرو الذي يتعرض مع حيي الخالدية وجورة الشياح إلى قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات الأمن وجيش النظام التي تحاول استعادة السيطرة عليها. وفي محافظة اللاذقية سقط مقاتل معارض إثر اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة جبل الأكراد. وفي محافظة حلب قتل سائق حافلة صغيرة إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل مسلحين مجهولين في حي الخالدية، كما قتل رجل وزوجته في ريف حلب إثر سقوط قذائف على بلدة عندان.

ورأى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن "هذه حرب"، تعليقا على عدد القتلى الذين يسقطون كل يوم ويتجاوز المئة، مشيرا إلى أن الأسبوع الجاري هو "من أكثر الأسابيع دموية" منذ بدء الحركة الاحتجاجية. وأضاف أن "معنويات عناصر الجيش النظامي في المناطق التي تشهد اشتباكات منهارة تماما".