كل ما في الأمر، أن المواقف المعلنة من إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما، كانت قديمة ولم تأت بجديد قد يؤسس لمرحلة مقبلة في العلاقات بين الولايات المتحدة وعواصم العالم المتداخلة في شباك مع واشنطن.
فإيران، الغارقة في هاجس برنامجها النووي وتفوقها العسكري في منطقة لا تحتمل أبدا إبرازا للعضلات، انطلقت من النقطة التي توقفت عندها في علاقتها السابقة، مع أوباما الثاني، وكأن الشعب الأميركي أعاد انتخاب رئيسه، على أساس برنامج سعيد جليلي لكيفية تطوير وتخصيب اليورانيوم.
ولم تكن كلمات التهنئة التي تلقاها الرئيس الأميركي من بنيامين نتنياهو تنم عن "غرام" بين الشخصين. فـ"اعتذار" أوباما عن لقاء نتنياهو على هامش الدورة الماضية للجمعية العامة للأمم المتحدة، شكل صفعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي المتغطرس، الذي باعتقاده أن صداقته لأميركا منة على الشعب الأميركي وعلى رئيسه، من الذي يعتقد نفسه ممثلا لـ"شعب الله المختار"!
وحده الرئيس محمود عباس، كان واضحا في طلبه، "مواصلة السلام"، بعد أن خربت مقابلته مع التلفزيون الإسرائيلي، موازينه، وجعلته عرضة للنقد من أقرب المقربين إليه، قبل خصومه السياسيين والعقائديين.
أربع سنوات جديدة في البيت الأبيض، سيمضيها أوباما بين كثير من الملفات المؤجلة، منها ما يعود إلى النصف الأول من القرن العشرين، ومنها ما ابتدعه رؤساء سابقون، كان همهم إغراق الولايات المتحدة بكثير من القضايا، كي لا تتفرغ لقضايا من شأنها تنفيس الاحتقان العالمي كالقضية الفلسطينية على وجه التحديد.