الحب والهوس بهواية تعديل السيارات دفعا بالشاب أحمد الحارثي من مكة المكرمة إلى دفع 35 ألف ريال لورشة متخصصة في تعديل السيارات لإجراء تعديلات جذرية في سيارته التي خرج بها من الوكالة فور شرائها إلى الورشة. ويقول أحمد: إن هذه هوايته وقد صرف على المركبة أكثر من قيمتها التي اشتراها بها من الشركة، مشيرا إلى أنه عدل مقدمة المركبة كاملة حتى أن هوية السيارة لم تعد معروفة كما باشر تعديل حركة الأبواب الأمامية والخلفية مع عمل بعض الإضافات التي جعلت الأبواب تفتح بطريقة عجيبة كل ذلك من أجل لفت انتباه الجمهور الذي يعشق حضور مهرجانات السيارات المعدلة.

وعلى الرغم من الاهتمام الذي يوليه أحمد بسيارته المعدلة إلا أنه لا يستطيع استخدامها إلا في المهرجانات الشبابية حيث إنه يستخدم سيارة أخرى كبقية الشباب الذين يمتلكون سيارات معدلة ويصرفون عليها مبالغ طائلة ويجدون أنفسهم غير قادرين على الاستفادة منها في استخداماتهم اليومية، وإنما ينتظرون المهرجانات التي تنظمها بعض الجهات الخاصة للمشاركة بها والاستعراض بإمكاناتها.

ولم يكن أحمد الوحيد المهووس بتعديل المركبات فهناك مئات من الشباب يشاركونه في هوايته الغريبة. ويقول عبدالرحمن المالكي: إنه عدل سيارته جذريا وصرف عليها 45 ألف ريال وما زال يطور فيها، مشيرا إلى أن رافعات الهيدروليك من أبرز الإضافات التي أضافها على مركبته حيث يمكنه الآن السير بها على 3 عجلات فقط. وأشار المالكي إلى أن هوايته بدأت معه منذ أيام الدراسة، إلا أن أكثر ما يعيقهم كهواة هو عدم الاعتراف بهوايتهم من قبل الجهات المختصة وعدم السماح لهم بالمشاركة في المهرجانات السياحية.

وأشار المالكي إلى أنهم كشباب مهتمون بالسيارات المعدلة ولديهم تواصل مع أقرانهم في دول الخليج وغالبا ما يستقدمون قطع الغيار التي يحتاجونها لتعديل السيارات من الإمارات العربية المتحدة.

أما الشاب عبدالرزاق أبكر صاحب أطول سيارة في الشرق الأوسط فذكر أنه أضاف لمركبته رافعة هيدروليكية ترفعها عن الأرض أكثر من 4 مترات، وأشار أبكر إلى أنه هاو لتعديل المركبات، وأصبح مهندسا بالخبرة يعمل في مركز لصيانة السيارات المعدلة ويقوم بتقديم الصيانة مجانا للشباب الهاوي.

وقال أبكر: إن التعديلات التي تجرى على المركبات من أفكار الشباب أنفسهم، حيث يتم تطويرها والعمل على تنفيذها في مراكز الصيانة الخاصة بالمجموعة.

ومن جهته قال رئيس الفريق السعودي للسيارات المعدلة والدراجات النارية "سعودي تيم" تركي الغامدي: إن الفريق يعنى بتبني الشباب الموهوب وأصحاب الهوايات المعنية بتعديل المركبات وعروض الدراجات النارية، ويقدم لهم الدعم المعنوي من خلال إتاحة الفرصة لهم بالمشاركة في المهرجانات التي تنظم على نطاق ضيق. وأشار الغامدي إلى أن الفريق يضم عددا من الشباب من أصحاب المواهب المتعددة ولكنهم للأسف لم يجدوا من يتبناهم، حيث يتم التواصل معهم وتقديم خدمات الصيانة لهم عبر مركز الفريق الفني في محافظة جدة. وأشار الغامدي إلى أنه يأمل أن يجد الدعم من قبل الجهات المعنية بالسياحة في المملكة وإتاحة الفرصة للشباب بالمشاركة بمركباتهم المعدلة في الفعاليات السياحية والأنشطة الصيفية، حيث إن هناك جمهورا كبيرا لهؤلاء الشباب، وأوضح أن جميع أصحاب المركبات المعدلة قاموا بتهيئتها من أجل المشاركات فقط ولا يستخدمونها إلا في المهرجانات على الرغم من المبالغ الطائلة التي صرفوها عليها.