"نالت امرأة أميركية جزاءها بسبب قيادتها لسيارتها على الرصيف في محاولة منها لتجنّب باص مدرسة، بعد أن حكم عليها قاضٍ بالوقوف عند أحد التقاطعات وارتداء لافتة كتب عليها "حمقاء".

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن قاضياً في محكمة كليفلاند حكم على شينا هاردين (32 عاماً)، بالوقوف عند التقاطع حيث خرقت القانون، وارتداء لافتة كتب عليها "وحده الأحمق يقود سيارته على الرصيف بهدف تجنّب باص المدرسة"، وذلك لمدة ساعة على مدى يومين.

كما حكم عليها بتسديد مبلغ 250 دولارا إلى المحكمة، وأمر بتعليق رخصة قيادتها لمدة 30 يوما، يشار إلى أن سائق باص مدرسة كليفلاند قام بتصوير شينا هاردين التي كانت تقود سيارتها بشكل يومي على الرصيف، في محاولة منها لتجنب التوقف بسبب الباص الذي كان يسير أمامها، والذي كان يقوم بتنزيل وتحميل التلاميذ."

وأنا أقرأ الخبر السابق الذي بثته إحدى وكالات الأنباء العالمية ونشرته الصحف السعودية قبل يومين ضحكت كثيرا ليس لطبيعة العقوبة التي أعجبتني، بل كون ما ارتكبته الأميركية شينا هاردين هو مشهد مألوف في شوارعنا الداخلية وطرقنا السريعة في كل مناطق المملكة، ومن آخر ما رصدته بنفسي قبل أيام مشهد مماثل في طريق الملك فهد بالرياض حينما أقدم سائق حافلة مدرسية بالصعود بحافلته على الرصيف لينتقل من طريق الخدمة إلى الطريق العام ليتجاوز زحمة السير التي لا تنتهي على ذلك الطريق، ولم يكترث السائق البتة بمئات الأشخاص الذين يشاهدونه وربما كاميرات الجوال التي تلتقط حماقته.

وفي الدمام شاهدت قبل يومين سعوديا يقطع إشارة المرور (وهذا مشهد ليس بغريب) إنما الغرابة في أنه كانت هناك سيارة للمرور تقف عند تلك الإشارة واكتفى رجل الأمن الذي بداخلها بإطلاق منبه سيارته ليقول لقاطع الإشارة لقد رأيتك(!!)، عندها قلت لصاحبي الذي معي في السيارة وهو يسجل حالة تعجب كبيرة من عدم خوف واكتراث ذاك الشاب السعودي من سيارة المرور التي تقف عند الإشارة، قلت له لأنه يعلم مسبقا بردة فعل رجل المرور التي انحصرت بما هو أقرب إلى التحية من التنبيه ويا له من عقاب لو كان تنبيها!، فالناس باتت لا تكترث بالنظام ولا بأخلاقيات القيادة ولا بالحفاظ على سلامة الطرق، وما على الأرصفة من بشر وأشجار وممتلكات لغياب الحساب وقبلها غياب الضمير والذمة عند عدد ليس بقليل من المعنيين بضبط تلك المخالفات.

السؤال .. لو طبقنا مثل ذلك الحكم الذي اتخذته محكمة كليفلاند على أولئك الحمقى جراء ما يرتكبونه في شوارعنا فكم شخص سنراه واقفا عند إشارات المرور وعلى الأرصفة وعلى الطرق السريعة حاملين لافتات مكتوبا عليها عبارات تناسب نوع المخالفة التي ارتكبوها؟

أظن أننا حينها لن نشكو من زحمة السير في طريق الملك فهد وطريق خريص في الرياض مثلا، بل سنشكو من عدم قدرتنا على السير بأقدامنا على الأرصفة بسبب اكتظاظها بالحمقى المعاقبين!