إن ما أفاض الله علينا به في وطننا المملكة العربية السعودية من النعم ووسع لدينا القسم وبوأنا الجنان والأرياف، ونعمنا وأترفنا فيه بفضله ومنته وبما أنعم به علينا من قيادة جبلها الله على أحسن الأخلاق وأصدق الأقوال وأوثق الأعمال، وتسعى لتحقيق ذلك بجهود بالغة ومقاصد نافعة، اتسمت بالحكمة والحلم والحنكة، همها استقرار البلاد، وتحقيق مطالب العباد، فنلنا ما لم ينله غيرنا، وتحصّل لنا ما لم يصل إليه سوانا، وكيف تحولت محاسن الأمم لهذه البلاد، وتغيرت مكانتها إلى علو وازدياد، ولا يتسع المقام والمقال لذكر المناقب والمفاخر والخصال فهذا المجال لا يكفيها والصفحات لا توفيها، وقد كتب الكثير عن النزر القليل منها، مما ظهر وخفي، أو ما قد أذيع أو استؤثر بالسر، ولا غرابة ولا تعجب فمنذ نشأت هذه الدولة – أدام الله عزها وسؤددها – على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، الذي هبت معه رياح الخير والاستقرار، وأشرقت الدولة بالفرح والاطمئنان، وتحول ما يسوء المرء إلى مسرته وسعادته ورفاهيته، وما أسسه في نفوس أبنائه الذين تتلمذوا على يديه، واستشرفوا المستقبل من نظرة عينيه، يدرك أن الملك عبدالعزيز لم يرحل عنا بمآثره ولا أبناءه من بعده، حتى انطبع قول الشاعر في ذلك حين قال: إن غاب سيد قام سيد.. قؤول لما قال الكرام فعول.
فرحم الله الملك عبدالعزيز وأبناءه المتوفين البررة، ورحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي رحل بعدما بذل الخير في حياته ووصل بإذن الله إلى خيرات الآخرة، فقد حفظ ذمام العلم، ورفع مكانة العلماء، وسعى لأمن البلاد وزحزح حسدتها وأعداءها، وسهر لينام العباد، وقد غادرنا وجميع الشعب عنه راضون، ولفعله شاكرون، ويحمدون ويثنون، فيا ربنا أكرم نزله وارفع منزلته في عليين، ووفق خلفه من بعده أخاه الأمير الكريم ابن الكريم سلمان بن عبدالعزيز الذي عُرف عنه سعة نظره وثقابة أمره ونهيه، والقريب من خدمة الوطن والقائم عليه مع إخوته جميعا، تولى ولاية العهد بعد رحيل الأمير نايف رحمه الله عضدا وسندا لخادم الحرمين الشريفين القائد للبلاد رعيتها ودهمائها، والناهض بأثقالها وأعبائها، أعانه الله على ما تولاه، وكفاه المهم في دنياه وأخراه، بمنه وقدرته وأدام الله تأييده، وأعان صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز لإكمال مسيرة تأصيل الأمن وتأكيده وتثبيت دعائمها امتدادا لما قام به إخوته من قبله غفر الله لهم؛ وكلهم من منبع واحد ومدرسة واحدة، وهمّ واحد، فلنهنأ ونرغد وننعم ونأمن، وتتواصل مسيرة النماء والبناء والعطاء مستمرة، مع من جمعوا الحكمة والحنكة والدراية والولاية، وجعلوا طاعة الله ودينه دستورهم، وتنمية الوطن هدفهم، واستقرار الشعب والبلاد غايتهم، ولذلك هب الشعب كبيرهم وصغيرهم ومنهم منسوبو التربية والتعليم من شاغلي الوظائف التعليمية والإدارية والطلاب والطالبات وأولياء أمورهم من أهالي منطقة نجران الكرام مبايعين على السمع والطاعة في المنشط والمكره للأمير سلمان بن عبدالعزيز ولاية العهد داعين الله أن يتولاه بتوفيقه ويمده بتأييده ويسدد رأيه وخطاه، ويشد به أزر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ويجعله خير خلف لخير سلف.
ناصر بن سليمان المنيع
مدير عام التربية والتعليم في منطقة نجران