تقف قصة عادل وشقيقته فوق بيت الشعر المؤلم "وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً.. على المرء من وقع الحسام المهندِ"، حتى لو لم يكن بقصد الظلم بل بهاجس الخوف.
لو استمعت إلى حديث "عادل" لانكسر قلبك..
ولو صبرت حتى ينهي حديثه بـ "الحوقلة" دون أن يرمي سبب معاناته على أحد؛ لانفجرت باكياً حتى تتشابك دموعك على هذا القلب الذي أثقلته أخطاء غيره ولم يجره ذلك إلى الغضب منهم والحنق عليهم. كنت أظن أن القلوب تتساوى في تذوقها للألم وتختلف في قوة سيطرتها على الدموع..
وكنت أقول؛ أنا كفيل بأن مكالمة واحدة من عادل تحكي قصته وقصة شقيقته عزيزة، تلين من قلبه حجر.. لكنني اكتشفت أن بعض المسؤولين لديه مناعة من الألم، وقدرة على سماعة حكاوي الحزن دون أن تتحرك نياط قلبه أو ترف، حتى توقعت أنهم يتعاطون جرعة ضد ذلك.
عادل يعاني هو وأخته من "ظلم الأب بدافع الخوف من العقوبة، وبطء المسؤول" مما جعلهما يعيشان بلا هوية بين أبويهما "سعودي وكويتية"، فقد تزوج والدهما السعودي من أمهما الكويتية وطلقها قبل 26 عاماً، وكان عسكرياً فلم يسجلهما في الأحوال المدنية خوفاً من العقوبة، كون زواج العسكري من الخارج يستوجب الموافقة، وكذلك هو اليوم لا يزال يخشى العقوبة فيرفض الذهاب إلى الأحوال المدنية، والأحوال المدنية ترفض إنهاء إجراءات عادل وعزيزة دون حضور الوالد.. وهما بين كماشتين لا يستطيعان معها سوى الترجي.. !
الأحوال لا تجبر الوالد بالحضور، والولدان أخلاقهما لا تسمح لهما أن يجرا والدهما إلى الأحوال!
وجدت عادل يبحث عن وسيلة إعلامية لنشر معاناته لعلها تجد قلباً عطوفاً وعقلاً يدرك أن لهما حقا حيل بينهما وبينه، فقلت له أنت بحاجة لمسؤول يستمع لك، ومنحته هاتف "مسؤولٍ كبير" في "الأحوال المدنية" كنت أظنه يسعى لخدمة المواطن لكثرة ما سمعت تلك الأسطوانة منه وأثنيت عليها..!
صُدمت حين جاءني صوت عادل محبطاً، ليقول: صديقك المسؤول لم يمنحني حتى أذناً لأقول معاناتي لعل البوح يخفف عني..!
يختصر عادل حل مشكلته بحضور والده إلى الأحوال..
وهنا أتساءل: ألم تتوعد "الداخلية" المتأخرين عن إصدار الهوية الوطنية لأبنائهم بالعقوبات القاسية؟