يمر مشروع تطوير مكتبة الملك فهد الوطنية هذه الأيام بمراحله الأخيرة. لتكون معلما بارزا من معالم المملكة، مجهزا بأحدث التقنيات المكتبية والبحثية يصاحبه تطوير شامل لكافة الخدمات البحثية والاستشارية التي تقدمها للمستفيدين من خدماتها سواء من المؤسسات الحكومية أو الخاصة أو الأفراد.
هذا ما أكده أمين مكتبة الملك فهد الوطنية المكلف محمد بن عبد العزيز الراشد في حديثه إلى "الوطن"، شارحا دور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس أمناء المكتبة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي وجه لتأسيس وتكوين الأرشيف الوطني للصور التاريخية، وأن المكتبة أنشأت هذا الأرشيف الذي يعد الوحيد من نوعه في المملكة من حيث حجم مقتنياته وتنوعها، حيث يضم أقدم الصور التي تعود إلى بدايات التقاط الصور الشمسية في الجزيرة العربية، وأشار إلى أنه تم استكمال المرحلة الأولى من المشروع بحصول المكتبة على 27 ألف صورة قديمة، كما قامت المكتبة مؤخرا بتوقيع اتفاقية المرحلة الثانية للأرشيف الوطني للصور التاريخية مع مؤسسة التراث الخيرية.
وعن أبرز المهام التي تؤديها المكتبة، أوضح الراشد أن نظام الإيداع يعد من أبرزها فمنذ بداية تطبيقه عام 1414 سجلت المكتبة كل ما ينشر داخل المملكة من أوعية للمعلومات مع تثبيت رقم الإيداع عليها قبل نشرها، إضافة إلى تسجيل المطبوعات السعودية لدى المركز الدولي للمطبوعات وتخصيص الأرقام المعيارية للكتب والدوريات، إلى جانب فهرسة المطبوعات التي تعدها المكتبة أثناء النشر وتحسين شكلها، مما سهّل عملية ضبطها على المستوى العربي والدولي.
وأضاف: أن المهام تشمل أيضاً نظام حماية التراث المخطوط في المملكة، من خلال تسجيل كافة المخطوطات الأصلية المحفوظة لدى الجهات الرسمية وغير الرسمية والأفراد بإعطائها رقم تسجيل وشهادة يثبت فيها تملك الجهة أو الفرد لهذه المخطوطة.
وبين الراشد أن المكتبة تعتبر أحد صروح المعرفة التي بناها ولي العهد واستطاع خلالها تحقيق تطلعات الكثير من المهتمين بالشأن الثقافي بإيجاد مكتبة تكون معلما بارزا في مدينة الرياض ورافدا من روافد الثقافة في الوطن.
وعن المقتنيات النادرة التي توجد بالمكتبة إلى جانب الصور التاريخية، ذكر الراشد أن المكتبة تقتني مجموعة كبيرة ومتنوعة من المخطوطات الأصلية والمصورة ونوادر المطبوعات والمسكوكات والشواهد الحجرية والطوابع وبعض المقتنيات النفيسة التي لا يوجد لها نظير في مكتبات العالم، كما أن من أبرز المقتنيات مجموعة جامعة برنستون الأميركية التي يصل مجموعها إلى 25 ألفًا من المخطوطات والمطبوعات النادرة المصورة في العلوم العربية والإسلامية، كما استطاعت المكتبة الحصول على العشرات من المكتبات الخاصة من داخل المملكة ومن خارجها.
وعن الأعداد الحالية لمقتنيات المكتبة، أوضح الراشد أن مقتنيات المكتبة تقارب 1.800.000 من أوعية المعلومات المختلفة، فيما تزيد الطاقة الاستيعابية للمكتبة في مبناها الجديد عن 3.3 ملايين كتاب.