انجلى أمس غبار المعركة.. هناك فائز.. وأيضا خاسر، ولكن الديموقراطية الأميركية انتصرت في النهاية.

تجربة عمرها مئات السنين، ارتضاها الأميركيون، رغم تعقيداتها التي أعطتهم طعما مغايرا، فالأميركيون مختلفون في كل شيء حتى أمام مراكز الاقتراع.

عاد أوباما، أو ربح رومني، سيان بالنسبة إلينا نحن العرب، فصراع المرشحين داخلي، كما المقترعين، يبدأ بالضمان الصحي وينتهي بزواج المثليين وتشريع الإجهاض، مرورا بالضرائب، خفضا أو ارتفاعا، ناهيك عن اختيار النواب وثلث مجلس الشيوخ وحكام الولايات.

آخر هموم المواطن الأميركي ما يجري في الشرق الأوسط.. تنجح التسوية أم تفشل؟. والصراع في سورية أو عليها، وتطورات الوضع الليبي أو التونسي، إلا ما خص القنصلية في بنغازي بعد مقتل السفير الأميركي هناك.

قد تكون لدى أوباما مفخرة واحدة خارجية، أنه سحب قواته من العراق، ووعد بسحبها من أفغانستان عام 2014، وهو ما أعطاه شعبية لدى عائلات الجنود.

خلاف النظام الانتخابي المعقد، تبدو النظرة الأميركية إلى قضايانا، لا ينتابها التعقيد، فهم، كما نأينا بأنفسنا عما يجري في نيكاراجوا أو زيمبابوي، فهم لا يبالون، لا بل إن عددا كبيرا منهم، وحتى من سياسييهم، لا يعرفون أين يقع الشرق الأوسط، على الخريطة السياسية العالمية، ولولا اللوبي الصهيوني الناشط في الولايات المتحدة الذي يزعج المسؤولين والمواطنين بإسرائيل والسامية، لما انتبه أحد إليه.

ما أحوجنا كعرب إلى لوبي يزعج الأميركيين، علهم يدركون مدى الأذى الذي ألحقه سياسيوهم بقضايانا.