لم تغب كاميرات الأجهزة المحمولة عن تصوير أشعة الليزر التي لونت سماء الظهران، وصوت الربوت الآلي الذي أعلن تدشين مهرجان "برنامج أرامكو السعودية الثقافي 2012م" مساء أول من أمس، بحضور راعي المهرجان رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير الإداريين المهندس خالد الفالح.
وقال الفالح في تصريحات صحفية عقب تدشين المهرجان إنه لا يحبذ أن تكون المهرجانات تحت مظلة واحدة؛ مبررا ذلك بعدم قدرة جهة واحدة على القيام بكل المهرجانات واستيعاب الجمهور وأن ذلك سيعطل وسيقلل من حرية الجهات المنظمة في الإبداع والابتكار كما سيؤدي إلى بيروقراطية غير مرغوبة، إلا أنه لا يمانع أن يكون هناك تنسيق في هذه المهرجانات حتى لا يكون هناك تكرار.
وتضمنت الفعاليات المسرحية الوثائقية التي قدمها عدد من ممثلي المنطقة الشرقية قصة تلفزيون أرامكو السعودية وكيف كان إسهامه في توعية وتثقيف شريحة كبرى من الناس، وعددا من البرامج التي تنوعت كبرنامج "أتألق" وهو واحد من أكثر البرامج تحفيزاً على الإبداع والتفكير العلمي لتطوير الشباب، حيث يلتحق المشاركون فيه بـ 44 ورشة عمل ودورة دراسية مبتكرة، للأعمار من فئة 12 إلى 17 سنة، تركز على العديد من الموضوعات ومنها علم الجينات وتصميم ألعاب الآيفون والتصوير الفوتوجرافي وإنتاج الرسوم المتحركة، تحت إشراف 90 مدربا سعوديا.
ويشارك في المهرجان 350 متطوعا، تم تدريبهم في دورات وورش عمل عُقِدَت لهم قبل أسابيع، ليتمكنوا من المشاركة الفاعلة في إدارة هذه البرامج والفعاليات، التي وصفت أنشطتها هذا العام بالتنوع والثراء من حيث الأفكار والمضمون وطريقة العرض، التي توسع آفاق العلم والابتكار لديهم وتضيف الكثير إلى رصيدهم المعرفي، حيث سيقدّم ولأول مرة في المملكة، معرض ألف اختراع واختراع، الذي يحكي حضارة الإسلام لأكثر من ألف عام، وسيعرض في البرنامج أيضاً ولأول مرة في المملكة معرض السعودية 2050، وهو معرض تفاعلي صُمم بطريقة تشرح تأثير ترشيد استهلاك الطاقة والتطور التكنولوجي على طبيعة المستقبل الذي سنعيشه. وسيشجع معرض السعودية 2050 زواره على "تشكيل المستقبل" من خلال توضيح الدور المنوط بهم والممارسات الإيجابية التي تسهم في تحقيق مستقبل مشرق للمملكة والعالم.
وفي الحديقة الخضراء بالمركز الاجتماعي في شارع الأربعين بجدة، انطلقت فعاليات مهرجان أرامكو ضمن مهرجان الصيف أول من أمس بحضور تجاوز 7 آلاف شخص وأكثر من 100 طفل يتيم ومعاق من الجمعيات الخيرية بمنطقة مكة المكرمة.
وأوضح مدير شؤون أرامكو السعودية بالمنطقة الغربية نبيل بن أحمد باعشن أن البرنامج يتضمن أكثر من 80 فعالية متواصلة على مدار الشهر، تتضمن العديد من الفعاليات المتنوعة والفقرات التوعوية، إلى جانب مسابقات ثقافية منها رسوم الأطفال وكل ما يخص الأسرة والطفل، مشيرا إلى أن المهرجان الحالي يعد نقلة نوعية كبيرة بما ينسجم مع المسؤولية الاجتماعية في هذا المجال.
وفي جنبات المهرجان اصطف الزوار في قاعة التراث بمعرض الحرمين الشريفين، ومجمع مطبعة الملك فهد للمصحف الشريف، فيما شاهدوا عرضا حيا لنسج ثوب الكعبة المشرفة، واستمعوا لمنسوبي دارة الملك عبدالعزيز التي تقدم للزوار بعض الصور والمعلومات عن تاريخ المملكة، فيما تحتل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية جناحا كبيرا لإبراز مسيرة الجامعة ودورها في البحث العلمي، إضافة إلى ورش العمل في مجالات الفن التشكيلي والخط العربي بمشاركة أشهر الخطاطين السعوديين وورش الحرفيين حيث تقدم مجموعة من الحرفيين لمحة شاملة عن حياكة السجاد، الفخار، الرسم على الزجاج، التطريز وغيرها، البيت الحجازي الذي يعطي الزائر لمحة تاريخية عن مكوناته والحارة الشعبية بأزقتها وألعابها القديمة ومركاز العمدة، ونماذج من مباني القطاع الغربي من المملكة تجسد ثقافة تلك المناطق.
فيما تضم خيمة "واحة العلوم" 25 تجربة علمية في الكيمياء والفيزياء والأحياء التي تقدم بشكل تفاعلي مشوق، كما تضم الخيمة حديقة الديناصورات التي يوجد فيها عدد من أنواع الديناصورات.