تنتشر المغاسل الأتوماتيكية في جميع أحياء جدة، وقد يكون في الحي أكثر من مغسلة، يتردد عليها الزبائن من أجل غسل وتنظيف ملابسهم، دون علم بما يجري داخل غرفة الملابس، والتي تحتوي على غسالات قديمة ومتهالكة وغير خاضعة للاشتراطات الصحية لغسل الملابس.
وفي هذا الصدد، أكد مصدر مطلع بأمانة جدة لـ"الوطن" أن نقص عدد المراقبين الصحيين التابعين للأمانة والمكلفين بمراقبة المغاسل والحلاقين والمنشآت الغذائية ومحلات الصحة العامة، سبب رئيسي لتلاعب العمالة الوافدة داخل مغاسل الملابس في عدم تطبيق الاشتراطات الصحية في عملية الغسل، موضحا أنه يوجد في مدينة جدة أقل من 80 مراقبا صحيا، وبالتالي لا يستطيعون تغطية كافة المنشآت الغذائية ومحلات الصحة العامة التي تتطلب رقابة مشددة. وكشف المصدر أن هناك بعض العاملين في مغاسل الملابس يقومون بتكرار مياه الغسل في الغسالات مع زيادة كميات الصابون بين "الغسلات" من أجل توفير كميات من المياه وعدم هدرها، وهذه من الأمور المخالفة، إلى جانب استخدام نوع من الصابون رخيص الثمن، مما يتسبب في حدوث حكة في الجسم وزيادة استخدام "صودا الغسيل" التي تتسبب في سرعة إتلاف الملابس.
وأكد المصدر أن أصحاب المغاسل قد لا يعلمون بذلك، فقد سلموا تلك المغاسل لوافدين واتفقوا على استقطاع مبلغ معين، كاشفا عن أن هناك تلاعبا من قبل العاملين في المغاسل بفرض أسعار مختلفة.
من جهته، أكد مالك مغسلة، صالح الحمياني، أن حجم إنفاق السعوديين على غسيل الملابس يقدر بـ 20 مليون ريال يوميا، ومع ذلك تفتقر بعض المغاسل للاشتراطات الصحية بعيدا عن أعين الرقابة، فهناك مغاسل تعمد إلى خلط شراشف المرضى بملبوسات الزبائن أثناء مراحل الغسل، كاشفا عن أن معظم المغاسل الكبرى تلجأ لاستخدام أسلوب خلط الملابس، علما بأن الأنظمة تمنع خلط الملابس أثناء عملية الغسل منعا لانتقال الأمراض بين الأشخاص. وأشار إلى ضرورة تشديد الرقابة على المغاسل التي تختار من قبل وزارة الصحة، للقيام بعملية غسل الشراشف وملابس مرضى المستشفيات. وطالب الحمياني بأهمية تنظيم دورات تدريبية للعاملين بمغاسل الملابس، فمعظمهم من الوافدين الذين يفتقرون إلى الخبرة الكافية للقيام بعملية الغسل، ولابد من أن يتأكد المراقبون الصحيون من عملية استخدام معقمات تضمن للأشخاص القضاء على الجراثيم أثناء القيام بعملية الغسل. وحول ادعاء بعض عمال المغاسل أنهم يقومون بغسل كل قطعة وحدها، أكد الحمياني أن هذه من الادعاءات الضالة التي يسلبون بها أموال الغير، حيث إن الذي يعمل بمجال الاستثمار بالمغاسل يعرف جيدا أنه لو قام أصحاب المغاسل بعملية غسل قطعة كل عميل وحده، لتكبدوا خسائر فادحة، خاصة مع زيادة سعر منظفات الغسيل بنسبة 30% .
إلى ذلك، أكد مدير الشؤون الصحية في جدة، الدكتور سامي باداود، أنه فيما يخص المستشفيات الحكومية الكبرى في مدينة جدة، فتتوفر بها مغاسل خاصة لغسل ملابس وشراشف المرضى كمستشفي الملك فهد، ومستشفي الملك عبد العزيز. أما ما يخص المستشفيات الأخرى، فقد تم التعاقد مع مغاسل خارجية، يتم الرقابة عليها من قبل الشؤون الصحية للتأكد من أن هذه المغاسل تطبق الاشتراطات الصحية في عملية الغسل.
من جهته، أكد استشاري الأمراض الجلدية الدكتور محمد أدهم، أن من المتعارف عليه من الناحية العلمية أن الملابس تعتبر إحدى وسائل نقل عدوى الأمـراض الجـلدية المختلفة، وذلك لأنها تحتوي على بقع دم أو إفرازات من مرضى مصابين بأمراض قد تكـون خطيرة على الآخرين، موضحا أن عملية خلط الملابس داخل المغاسل تساهم في نقل الأمراض الجلدية.