لو قيل لك إن مجموعة من الناس - دعاة وعلماء وأكاديميين وكتاب وصحفيين وناشطين ورياضيين ومهتمين بالشأن العام وغيرهم - نصبوا خيمة في أحد الميادين العامة يجتمعون فيها يومياً، يتحدثون عن وزارتك، ينتقدونها حيناً.. ويعلقون على أدائها حيناً آخر.. فريق يستعرض إيجابياتها وفريق آخر يعدد سلبياتها.. فما ردة فعلك؟

هل ستقول هؤلاء لا يمثلون الرأي العام، وتقوم بتجاهلهم، وتسفيه آرائهم، والتقليل منهم.. أم ستهتم للأمر؟

حسناً؛ ماذا لو اتسعت الخيمة أكبر.. وازداد عدد أعضائها بشكل متسارع يفوق 3000? وأصبح هناك شخص من كل منزل في البلد، يرتاد الخيمة، يستمع أو يشارك، أو ينقل ما يدور فيها للذين لا يرتادون الخيمة؟

هل ستبادر لارتياد الخيمة؛ لسماع ما يقول الناس وكيف يفكرون، أم أنك ستستمر على قناعات المضللين والمنافقين والمخدرين حولك بأن هؤلاء لا يمثلون رأياً عاماً؟!

- تويتر اليوم هو الخيمة الفارهة التي يتحاور تحت أروقتها ملايين السعوديين.. والذي يقلل من قيمتها لا يريد مصلحة الوطن بأي حال من الأحوال.

لزاما، وقد تحدثنا عن " تويتر" أن أوجه شكراً جزيلا للأمير خالد الفيصل - أمير منطقة مكة المكرمة - الذي قال بشجاعة بعد انتهاء موسم الحج إنه يتابع ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي.. وشكرا آخر للأمير سعود الفيصل الذي أشار لمواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام.. مثل هذه الإشارات الضمنية تؤكد أن المسؤول الواعي هو الذي يشعر بما يدور حوله.. والناس بطبيعتهم يميلون للمسؤول الذي يشعرهم بأنه وسطهم وبينهم ويشاركهم همومهم وتطلعاتهم.. لا ذلك المنكفئ على ذاته، الذي لا هم له سوى التقليل من حديث الناس، حتى يقع الفأس في رأسه المنفوخة.. "ع الفاضي"!