أحدثت المتغيرات السياسية الجارية وانخفاض أسعار بعض العملات تأثيراً كبيراً على الخارطة السياحية أمام السعوديين، حيث تصدرت دول الاتحاد الأوربي وتركيا وماليزيا وجهاتهم السياحية خلال صيف هذا العام، وسط غياب بعض الدول عن خياراتهم مثل سورية، إلى جانب محدودية السفر إلى بعض آخر كلبنان ومصر، في حين شجع انخفاض اليورو على السفر للدول الأوروبية.

وأوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة الطيار ناصر الطيار أن لبنان وسورية أصبحا في قائمة المتغيرات التي طرأت على وجهات السياح، بالإضافة إلى البحرين خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن الوجهات السياحية للسعوديين انصبت على ماليزيا وتركيا، ودول أوروبا وأميركا والخليج، مضيفاً: "لكن أغلبية الرحلات السياحية السعودية تتجه إلى ماليزيا، لاسيما وأن أكثر قاصديها من ذوي الدخل المتوسط، والذين لا يسمح لهم غلاء التكاليف بالذهاب إلى أوروبا أو أميركا".

وأضاف: "ليس هناك إضافة جديدة من خلال الوجهات السياحية، ولكن زاد عدد السياح لأميركا وأوروبا"، مستشهداً بتصاريح السفيرين الأميركي والبريطاني عندما تحدثا عن التأشيرات التي صدرت خلال هذه الفترة، الأمر الذي يؤكد النمو الحاصل في تلك الوجهات.

وقال الطيار إن هناك وجهات جديدة، ولكنها قليلة جداً ولا تذكر من قبل السياح، أما تركيا وأميركا وأوروبا، فإنها تشهد هذه السنة إقبالا كبيرا بشكل أفضل من العام الماضي، موضحا أن أغلبية السياح يفضلون السفر قبل رمضان، مقابل آخرين يفضلونه بعد العيد.

وفيما يتعلق بالبرامج السياحة التي تجهزها المكاتب السياحية، قال الطيار إن السياح يفضلون البرامج التي لا توجد بها قيود، والتي تشمل التذاكر والإقامة والمواصلات فقط، مضيفاً أنه بالنسبة لدول الخليج كوجهة سياحية، فإن دبي ما زالت محتفظة بوتيرة الإقبال نفسها، وتليها قطر والكويت، اللتين أصبح عليهما إقبال أكثر خلال الفترة القريبة الماضية.

من جهتها، قالت رئيسة مجلس إدارة وكالة المسافرين السعوديين للسفر والسياحة في المنطقة الشرقية هيفاء خالد إن إقبال السياح خلال هذه الفترة ينصب على أوروبا، مشيرة إلى تقارب نسبة فئات المسافرين إلى هذه المنطقة بين العائلات والأفراد، مبينة في الوقت ذاته أن حديثي الزواج يفضلون قضاء شهر العسل في أوروبا وتحديدا النمسا، أما العائلات، فيتجه أكثرها إلى تركيا وتأتي في الدرجة الثانية الدول الأوروبية، في حين يقصد غالبية الأفراد أوروبا أكثر من السابق، بعد أن كانت تقتصر وجهاتهم على ماليزيا وتركيا.

وأضافت أنه من الملاحظ في الفتره الأخيرة أن الشباب باتوا يفضلون السفر ضمن مجموعات سياحية لا يعرفون أفرادها، إذ يتجمعون من خلال المنتديات، حيث يتعرفون على برنامج رحلة المجموعة والميزات، ويتم الاتفاق على هذا الأساس، وذلك في إشارة إلى أن البرامج السياحية العالمية والانفتاح على برامجها أصبح مرغوبا لدى الأفراد، بعد أن كانوا يتخوفون في السابق من الذهاب لوحدهم لعدة أسباب منها عدم اتقان اللغة وعدم معرفة المكان المقصود.