أحبطت القوات اليمنية عملية انتحارية لأحد منسوبي الحرس الجمهوري لتفجير مبنى حكومي في صنعاء أمس. وتمكنت الشرطة بالتعاون مع المواطنين من اعتقال المدعو مراد شراح، وبحوزته عبوة ناسفة وقنبلة موقوتة قبل تفجيرهما في مبنى بريد منطقة شميلة. وبحسب مصادر أمنية، فإن شراح تمكن من زرع عبوة ناسفة في فناء المبنى، وبقيت قنبلة بحوزته، وصرخ مطالبا المواطنين بالابتعاد عن المكان لأنه مكلف من قبل جهة لم يحددها، بتفجير المبني. وأوضحت المصادر أن المواطنين ألقوا القبض عليه واتصلوا بالشرطة التي اعتقلته، وكان يصرخ بأنه من قوات الحرس الجمهوري، التي يقودها النجل الأكبر للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وتأكدت الشرطة من بطاقة عمله بانتمائه إلى قوات الحرس الجمهوري، وطالب بهاتف جوال للاتصال بالحرس للمجيء لإنقاذه، في حين كان يخطط لتفجير العبوة الناسفة بالاتصال بالشريحة التي كانت مزروعة في القنبلة التي كانت بحوزته.

وتنامت التحذيرات في الأوساط الرسمية اليمنية من إمكانية لجوء تنظيم القاعدة إلى تنفيذ عمليات استهداف نوعية ومؤثرة من قبيل تنفيذ مخطط لاغتيال شخصيات سياسية وعسكرية بارزة على غرار عملية اغتيال قائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن سالم قطن بمدينة عدن قبل ثلاثة أيام، أو شن هجمات انتحارية ضد منشآت حيوية في البلاد، واعتبرت أن تنظيم القاعدة اتجه منذ اندحاره من أبين وشبوة إلى تنفيذ هجمات انتحارية بدوافع انتقامية.

وتبنى تنظيم القاعدة الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة اللواء قطن الاثنين الماضي. وقال تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أمس في بيان رصدته مؤسسة سايت الأميركية المتخصصة في رصد المواقع الإسلامية، إن الهجوم "رسالة" إلى ما قالت إنه حملة أميركية يمنية مشتركة، وللذين قبلوا أن "يكونوا مطية لأميركا في حربها على المسلمين في اليمن".

على صعيد آخر تصاعد التوتر في منطقة أرحب، شمالي صنعاء إثر توجيه حزب المؤتمر الشعبي، الذي يتزعمه الرئيس صالح اتهامات لـ13 شخصا ينتمون لحزب التجمع اليمني للإصلاح، بالوقوف وراء الحصار المفروض على ألوية تابعة لقوات الحرس الجمهوري في المنطقة. وحذرت من أنه إذا لم يتم رفع الحصار عن المعسكرات، فإن أهالي المحاصرين سيقومون بذلك بأنفسهم.

وناشد أهالي المحاصرين الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة بضرورة التحرك لرفع الحصار عن المعسكر، فيما أكدت لجنة الشؤون العسكرية أن أعضاءها سينزلون غدا إلى المنطقة لحل الإشكالية، بخاصة مع استمرار عمليات الاعتداء على أبراج الكهرباء، وهي الاعتداءات التي أدت إلى قطع الكهرباء عن العاصمة صنعاء لثلاثة أيام متتالية.