هل يصبح موقع "يوتيوب" بوابة جديدة لانتقال الممثلين الكوميديين إلى التلفزيون؟! هذا ما يحدث الآن، فانتقال الموهوبين: محمد بازيد، وحسام الحارثي، إلى قناة روتانا خليجية هو مثال جلي على ذلك. وشاهدنا على مدى اليومين الماضيين ظهور الثنائي من خلال برنامج "النشرة الـ.."، لكن "النقد الفكاهي" الذي يقدمانه الآن بطبيعة الحال لن يشابه الذي اعتادا على تقديمه في "يوتيوب". السبب في ذلك أن الحس الرقابي في التلفزيون-أي تلفزيون- أعلى منه في الإنترنت. وقد شاهدت تعليقات ساخرة عن البرنامج إذ قال أحدهم: "أين فقرة top 10؟" في إشارة إلى برنامج "العرض المتأخر مع ديفيد ليترمان" الذي بطبيعة الحال لا يمكن مقارنته مع أي من البرامج الكوميدية في العالم العربي كله، ليس إعجابا به بقدر ما هو إعجاب باستقلاليته وحريته وعدد مشاهديه الذين يقدرون بالملايين.
المشكلة ليست في مواهب موقع "يوتيوب" بقدر ما هي في القنوات التلفزيونية التي لا تشجع هذه المواهب ولا تدعمها، ولكن مع ثورة "الإعلام الجديد"، الذي لا أعلم ماذا سيكون اسمه بعد 5 سنوات، والتي استفاد منها هؤلاء الشبان، دفعت بعض الفضائيات إلى الاستعانة بهم وتقديم العروض إليهم.
العلامة الفارقة في الإعلام الجديد، خاصة في "يوتيوب" تلك التي تحدثت عنها كثيرا، وهي السلبية الدائمة في الطرح، النقد المستمر، وجلد الذات. لا مكان للفرح أو التفاؤل في هذه البرامج، فالمشاهد يبحث عن "الحش" و"القيل والقال" و"التذمر الدائم"! نادرة تلك المشاهد الملهمة، ونادر أن ترى مشاهد تغوص في المجتمع أكثر؛ لتخرج مبدعين أو مفكرين أو ناجحين إلى السطح؛ كي يعرفهم الناس بعد أن أهملهم "الإعلام التقليدي"!.
كل ذلك بالطبع يعطينا مؤشرا حقيقيا للحراك الاجتماعي الحالي، وبالتالي فإن مظاهر البهجة لن تكون متوافرة في هذه الأماكن! وكأنها تحولت إلى "برامج صفراء" كتلك الصحف التي لا تعنى إلا بالإثارة على حساب المصداقية!.